اغتيال حسن نصر الله.. سوريون ومتدينون يحتفلون.. وسنة وشيعة يشعرون بالحزن والإحباط.

تم تأكيد مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في غارة جوية إسرائيلية على مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024. وقد جاءت هذه الضربة ضمن حملة إسرائيلية واسعة ضد قادة حزب الله وحماس في المنطقة. مقتل نصر الله يعد ضربة قوية للحزب الذي يقوده منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويمثل تغيرًا كبيرًا في الديناميكيات السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة .




بالنسبة لردود الفعل، كان هناك تباين واضح في المشاعر بين الجماهير العربية. معظم العرب من السنة والشيعة، خاصة مؤيدي حزب الله والمقاومة ضد إسرائيل، شعروا بالحزن لفقدان نصر الله، الذي كان يعتبر رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. في المقابل، نجد بعض السوريين وبعض اللبنانيين من السنة والمسحيين بجانب متشددين إسلاميين قد أظهروا مظاهر الفرح بمقتله، وخاصة من الطائفة السنية والمعارضين للنظام السوري، حيث كانوا يحتفلون بمقتله بتويع الحلوى، نظرًا للدور الذي لعبه حزب الله في دعم نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية. هذا الدعم تسبب في شعور الكثير من السوريين السنة بالعداء تجاه الحزب وقائده، مما أدى إلى هذه الفجوة الكبيرة في ردود الفعل .




الاختلاف في المواقف يعكس الانقسامات العميقة في المنطقة بناءً على الخلفيات الطائفية والسياسية، فبرغم أن معظم المسلمين السنة والشيعة اعتبروا أن اغتيال حسن نصر الله خسارة فادحة واعتبروه شهديا وفي مقدمتهم حركات الأخوان المسلمين السنية وحركات المقاومة السنية في فلسطين ولبنان ، حيث يعتبر البعض نصر الله قائدًا مقاومًا ضد إسرائيل، رغم أن له مواقف اجرامية في سوريا.




مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قد أثار ردود فعل متباينة بين المسلمين السنة في العالم العربي وكان معظم السنة يشعرون بالحزن بالأسف لاغتياله كما ذكرت تقارير لوسائل إعلام دولية. رغم أن حزب الله تنظيم شيعي مرتبط بإيران، إلا أن حسن نصر الله كان له دور محوري في مواجهة إسرائيل، ما جعله يحظى بإعجاب شريحة كبيرة من المسلمين السنة، وليس الشيعة فقط.




  لماذا حزن كثير من المسلمين السنة على مقتل نصر الله؟

 دور المقاومة ضد إسرائيل : حسن نصر الله يعتبر بطلًا قوميًا بالنسبة للعديد من المسلمين سنة وشيعة الذين يرون في مقاومته لإسرائيل رمزًا للفخر العربي والإسلامي. العديد من السنة كانوا يدعمون مواقفه المتشددة ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة خلال حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل. هذه الحرب جعلت نصر الله شخصية محورية في المقاومة، بغض النظر عن الخلافات الطائفية.
 بجانب  إصرار حسن نصر الله في دعم غزة والقضية  الفلسطينية : فدعمه القوي والدائم للقضية الفلسطينية أكسبه احترام الكثير من المسلمين السنة، الذين يرون في فلسطين قضية إسلامية وعربية تتجاوز الانقسامات المذهبية. حزب الله، تحت قيادة نصر الله، كان واحدًا من أبرز الجهات الداعمة للفلسطينيين، خاصة ضد إسرائيل، وهذا جعله يحظى بتعاطف جماهير واسعة من السنة الذين يرون في الدفاع عن فلسطين واجبًا مشتركًا.




 ويقول تقرير لفرنس 24 ، أن نصر الله كان ينتقد بشكل حاد السياسات الأمريكية والغربية في المنطقة، وهو ما يتماشى مع مشاعر الغضب لدى العديد من المسلمين السنة تجاه التدخلات الأجنبية. هذه المواقف القومية والمناهضة للاستعمار جعلت نصر الله شخصية مؤثرة تتجاوز البعد الطائفي الشيعي ولكن كان ولا زال موقفه ضد الثورة السورية وما حدث من جرائم لحزب الله في سوريا حاضر في ذاكرة الكثير من السوريين ومن أهل السنة العرب.




وقد حاول حسن نصر الله في كثير من الأحيان، أن يتحدث من منطلقات إسلامية عامة تتعلق بالدفاع عن الأمة الإسلامية والتصدي للظلم، وهو خطاب جذب الكثير من المسلمين السنة. رغم أن حزبه شيعي، إلا أن بعض خطابه كان يتجاوز البعد المذهبي، مركزًا على القضايا الإسلامية العامة.




 لكن لماذا بعض المسلمين السنة لا يتفقون مع هذا الحزن؟

بينما حزن كثير من المسلمين السنة على وفاته، كان هناك أيضًا من عارضه بشدة، خصوصًا في سوريا، حيث دعمه لنظام بشار الأسد ودوره في قمع الثورة السورية جعل بعض السنة يرونه كعدو. هذا الانقسام يعكس تعقيدات السياسة الإقليمية التي تتجاوز الخطوط المذهبية.




بشكل عام، يمكن القول إن حسن نصر الله كان شخصية معقدة حازت على احترام وإعجاب الكثيرين، من بينهم مسلمون سنة، بسبب دوره في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ودعمه للقضية الفلسطينية، لكن في الوقت نفسه كان مثيرًا للجدل لدى فئات أخرى بسبب سياساته الإقليمية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى