استهداف جسرَي إمداد للقوات الروسية وخبراء عسكريون يتحدثون عن فشل تكتيكات الناتو بأوكرانيا

قصفت القوات الأوكرانية يوم الأحد جسرين يربطان مقاطعة خيرسون (جنوب) بشبه جزيرة القرم ويُستخدمان لإمداد القوات الروسية، في حين تحدث خبراء عسكريون عن فشل تكتيكات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي يستخدمها الجيش الأوكراني.

فقد نقلت وسائل إعلام روسية عن حاكم منطقة خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو، أن القوات الأوكرانية استهدفت الجسر بـ12 صاروخا، تم إسقاط 9 منها بواسطة الدفاع الجوي، في وقت أصيب فيه مدني كان يعبر الجسر.

وقال سالدو إن القصف استخدمت فيه صواريخ “ستورم شادو” (التي تنتجها بريطانيا وفرنسا)، وأسفر كذلك عن تضرر خط أنابيب الغاز الذي يمر بالقرب من الجسر، مشيرا إلى استهداف جسر آخر صغير يربط مدينة هينشيسك في خيرسون -التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها- بالساحل الشمالي الشرقي للقرم.

كذلك نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف أن جسر تشونهار تعرض لأضرار جراء هجوم.

وأكد المسؤولان المواليان لموسكو في القرم وخيرسون أنه تقرر إغلاق جسر تشونهار لإجراء إصلاحات.

وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دمارا في أجزاء من الجسر.

وكانت القوات الأوكرانية قصفت في يونيو/حزيران الماضي جسر تشونهار، الذي يعد أحد 3 طرق تربط البر الرئيسي لأوكرانيا بالقرم، التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

من جهتها، كانت أوكرانيا أعلنت تعرضها -في وقت مبكر يوم الأحد- لأكثر من 70 هجوما روسيا بصواريخ كروز وأخرى فرط صوتية ومسيّرات إيرانية الصنع من طراز “شاهد”.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت 3 صواريخ “كينجال”، من دون أن توضح ما إذا كانت تمكنت من اعتراضها أم لا.

وأضافت أنها أسقطت 57 صاروخا روسيا، منها 12 من طراز “كاليبر”، وجميع المسيرات وعددها 27.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن من بين الأماكن المستهدفة مصنعا لمحركات الطائرات.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الأخيرة استهدفت مواقع بينها قواعد جوية في خميلنيتسكي وروفنو غربي أوكرانيا.

وأقر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات بتعرض المطار العسكري في مقاطعة خميلنيتسكي للقصف الروسي، لكنه نفى أن يكون قد لحق ضرر كبير بالطائرات الرابضة في المطار، موضحا أنه يعاد نشرها في مطارات أخرى من أجل حمايتها.

من جانب آخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مسيرة أوكرانية كانت في طريقها إلى موسكو.

في الأثناء، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن محيط مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) شهد مواجهات بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية التي تحاول التقدم في هذا المحور.

وفي مقابل الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي في دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق)، تشن القوات الروسية هجمات مضادة باتجاه ليمان وأفدييفكا في دونيتسك وكوبيانسك بخاركيف.

تكتيكات الناتو
وفي غضون ذلك، نقلت مجلة “نيوزويك” (Newsweek) عن محللين وخبراء عسكريين أن تكتيكات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي يستخدمها الجيش الأوكراني فشلت بسبب عدم هيمنته على الأجواء.

وقال الخبراء العسكريون إن غياب التفوق الجوي اضطر الأوكرانيين لإعادة النظر في خططهم لاقتحام الدفاعات الروسية.

وأضافوا أن قوات الناتو لم يسبق لها أن اختبرت ما يعانيه الأوكرانيون في القتال القريب من دون غطاء جوي.

وكشف المحللون والخبراء العسكريون أن الأوكرانيين تخلّوا عن بعض التدريبات والتكتيكات الغربية، وتكيفوا مع الوضع بناء على تجربتهم تحت النيران.

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور مساء الأحد إن أوكرانيا تحقق “نتائج كبيرة” بفضل أنظمة الدفاع الأميركية “باتريوت” والألمانية “إريس-تي إس إل إم”، على الرغم من عشرات الهجمات التي شنتها روسيا خلال الأسبوع الماضي.

البحر الأسود
على صعيد آخر، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله يوم الأحد إن روسيا لديها قدرات عسكرية وفنية تمكّنها من القضاء على التهديدات الأمنية في البحر الأسود.

ويأتي تصريح ريابكوف بعد هجومين أوكرانيين بزوارق مسيرة على سفينة حربية روسية بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي وناقلة روسية بالقرب من شبه جزيرة القرم.

وتصاعد التوتر في البحر الأسود عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب قبل نحو 3 أسابيع، وتبادلت كييف وموسكو التهديد باستهداف السفن التي يشتبه في أنها عسكرية.