
استطلاع: هل ستدافع الأصول المهاجرة عن السويد وتقاتل من أجلها إذا اندلعت الحرب؟
في أرض الشمال الباردة، حيث يُقال إن الشمس تأخذ إجازة طويلة في الشتاء، يجد اللاجئون أنفسهم في موقف لا يُحسدون عليه. فهم لا يستطيعون العودة إلى أوطانهم التي تركوها هربًا من الحروب والمآسي، ولا يستطيعون الاندماج في المجتمع السويدي الذي يبدو أن دمه “أزرق” ببرودته، خاصة مع وصول اليمين المتطرف إلى الحكومة عبر اتفاقية “تيدو” الشهيرة. وبين منتمي للسويد وبين متعايش فيها ..هل سيدافع السويديين من أصول مهاجرة عن السويد ؟
حيث يثار تساؤل حول مدى استعداد ذوي الأصول المهاجرة في السويد للمشاركة في الدفاع عن البلاد في حالة نشوب حرب. وأظهرت بعض الدراسات أن نسبة كبيرة من المهاجرين مستعدون للدفاع عن السويد، حيث أشار استطلاع رأي إلى أن 65% من الناطقين بالعربية مستعدون للمشاركة في الدفاع عن السويد في حالة الحرب. وفي استطلاع آخر، أعرب 51% من ذوي الخلفية الأجنبية . عرب وغير عرب ..من المقيمين في المناطق الضعيفة عن استعدادهم للمشاركة في القتال للدفاع عن الأمة حتى لو كان في ذلك خطر على حياتهم.
ومع ذلك، تتفاوت الآراء بين الأفراد من ذوي الأصول المهاجرة حول هذا الموضوع. فيما يلي ثمانية آراء تمثل مختلف الفئات العمرية والجنسية:
الآراء المعارضة للمشاركة في الدفاع:
1- سارة، 45 عامًا، ربة منزل:
“على الرغم من أنني أعيش في السويد منذ سنوات، إلا أنني لا أشعر بأنني سويدية حقًا. يُطلب منا العمل ودفع الضرائب فقط، دون أي جهود حقيقية لدمجنا في المجتمع. كيف يمكنني الدفاع عن بلد لا أشعر بالانتماء الكامل إليه؟”
2- أحمد، 50 عامًا، موظف :
“حتى لو حصلت على الجنسية السويدية، سيظل الناس ينظرون إلي كمهاجر. إذا كنت أنا وأبنائي سنظل نُعتبر غرباء، فمن الصعب أن أشعر بالانتماء الذي يدفعني للدفاع عن السويد.”
3- ليلى، 35 عامًا، معلمة:
“القيم التي قد تُحارب السويد من أجلها قد لا تتوافق مع قيمي الدينية. أنا مواطنة صالحة، أعمل وأدفع الضرائب وأساهم في المجتمع. لكن علاقتي بالسويد هي علاقة فرصة؛ جئت بحثًا عن حياة أفضل، وهذا ما أفعله.”
4- خالد، 28 عامًا، عامل:
“عندما جئت إلى السويد، حصلت على الإقامة والجنسية، لكن أخي الذي جاء معي رُفض طلب لجوئه وتم ترحيله مع أطفاله بشكل مهين. هذا يجعلني أشعر بأننا لسنا مرحبًا بنا حقًا، فلماذا أدافع عن بلد لا يقبل عائلتي؟”
الآراء المؤيدة للمشاركة في الدفاع:
1-مريم، 60 عامًا، متقاعدة:
“بالطبع سأدافع عن السويد. عندما أدافع عن هذا البلد، فأنا أدافع عن نفسي وبيتي وعائلتي أيضًا.”
2-يوسف، 40 عامًا، طبيب:
“السويد قدمت لي ولعائلتي كل شيء، أكثر مما قدمته لنا بلادنا الأصلية. في بلدنا، كنا نحارب في الجيش مجبرين وتحت الجوع والقمع. أما هنا، فقد منحونا حياة كريمة، فلماذا لا أدافع عنها؟”
3-نادية، 30 عامًا، مهندسة:
“أشعر بالانتماء للسويد. إنها بلدي الذي أحببته وأريد حمايته.”
4-علي، 20 عامًا، طالب:
“نشأت هنا وأعتبر السويد وطني. إذا تعرضت للخطر، فمن واجبي الدفاع عنها.”
تُظهر هذه الآراء تنوع المشاعر والانتماءات بين ذوي الأصول المهاجرة في السويد. بينما يشعر البعض بالامتنان والانتماء، مما يدفعهم للدفاع عن البلاد، يشعر آخرون بالتهميش وعدم القبول الكامل، مما يقلل من رغبتهم في المشاركة في الدفاع الوطني.