اختبار صاروخي أميركي يثير الجدل: Minuteman III يتجاوز حدود السرعة والردع النووي
اختبر الجيش الأميركي صاروخًا نوويًا فرط صوتي من طراز Minuteman III، في خطوة تُظهر القوة العسكرية الأميركية في خضم تصاعد التوترات العالمية. ينطلق هذا الصاروخ الباليستي العابر للقارات من قاعدة Vandenberg Space Force في ولاية كاليفورنيا، ليصل إلى جزيرة Kwajalein Atoll شمال المحيط الهادئ، قاطعًا مسافة 6720 كيلومترًا في غضون 22 دقيقة فقط.
سرعة هائلة وأهداف استراتيجية
يتميز Minuteman III بسرعة فائقة تتجاوز 24 ألف كيلومتر في الساعة (ما يعادل 805 كيلومترات في الدقيقة)، ما يجعله قادراً على ضرب أي هدف على وجه الأرض في أقل من نصف ساعة. ووفقًا لتقارير إعلامية بريطانية، مثل صحيفة ديلي إكسبريس، فإن هذا الصاروخ يجسد أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الصواريخ النووية الفرط صوتية، حيث تم تصميمه ليكون دقيقًا وقادرًا على التغلغل في أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
رسائل ضمنية وسط توترات عالمية
يأتي هذا الإطلاق وسط مخاوف متزايدة من مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين، الخصمين الرئيسيين لأمن أميركا وحلفائها. وبحسب مسؤولين عسكريين، فإن هذا الاختبار، رغم وصفه بـ”الروتيني”، يهدف إلى التأكيد على جاهزية القوات النووية الأميركية وضمان الثقة في قدرتها على الردع.
توقيت الاختبار ليس عشوائيًا؛ فقد جاء بعد أيام من إعلان كوريا الشمالية دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتحذيرات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا قد يتطور إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
Minuteman III: عملاق الردع الأميركي
يعتبر Minuteman III أحد أعمدة الترسانة النووية الأميركية، بجانب صواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs). ويخضع هذا النظام الصاروخي لتحديثات دورية لتعزيز كفاءته وضمان تفوقه على الأنظمة الدفاعية للخصوم.
إطلاق متكرر: ماذا يعني؟
هذا الاختبار يأتي بعد تجربة مماثلة أجرتها القوات الجوية الأميركية في يونيو الماضي. وبينما يتم تصنيف هذه الاختبارات كروتينية، فإن تكرارها في ظل التوترات الجيوسياسية يرسل رسائل واضحة حول التزام الولايات المتحدة بتحديث قدراتها العسكرية واستعدادها لأي مواجهة محتملة.
نظرة للمستقبل: هل نحن على أعتاب سباق تسلح جديد؟
في ظل التنافس المحموم بين القوى العظمى، يبدو أن العالم يشهد بداية سباق تسلح نووي جديد. الولايات المتحدة تسعى لإثبات تفوقها التكنولوجي والردعي، بينما تعمل روسيا والصين على تطوير أنظمة متقدمة لموازنة القوى. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يساهم هذا الاستعراض العسكري في تحقيق السلام، أم يدفع العالم نحو صراع قد يكون الأشد في التاريخ الحديث؟
يبقى أن نرى تأثير هذا الإطلاق على العلاقات الدولية، خاصة في ظل التوترات التي تهدد استقرار النظام العالمي.