إيكونوميست البريطانية .. الاقتصاد الروسي مستقر ..بينما الفوضى في أوروبا وأمريكا
رغم فداحة العقوبات الأمريكية الأوروبية وقسوتها على روسيا إلا أن هذه العقوبات لم تلحق الأذى كما هو متوقع بروسيا واقتصادها ! ..حيث تناول مقال لمجلة إيكونوميست (The Economist) البريطانية وضع الاقتصاد الروسي في ظل ما وصفه بالعقوبات الغربية غير المسبوقة ردا على حرب روسيا في أوكرانيا، حيث حظرت أميركا بيع مجموعة واسعة من البضائع إلى موسكو، وانسحبت العشرات من الشركات الكبرى، وجمد عدد من البلدان مجتمعة 60% من الاحتياطات الدولية للبنك المركزي ..ولكن لا زال الاقتصاد الروسي في حالة توازن غير متوقعة !.
وكانت الخطة الأمريكية الأوروبية أن يتم توجيه ضربة قوية تهدف إلى تحقيق هبوط حاد وانهيار سريع لاقتصاد روسيا، ومعاقبة رئيسها فلاديمير بوتين على عدوانه وتحديه للغرب الأمريكي الأوروبي . ورغم أن الأسبوع الذي أعقب الحرب انخفض الروبل بمقدار الثلث مقابل الدولار، وانهارت أسعار أسهم العديد من الشركات الروسية إلا كل هذه الأثار تلاشت وعاد الروبل لمستويات ما قبل الحرب ومستويات أفضل ..كما أن سوق الأوراق المالية والأسهم الروسية حققت مكاسب وعوضت خسائرها !.
وتساءلت إيكونوميست وهي مؤسسة إعلامية استقصائية بريطانية مقرها لندن : عن ما يحدث ! وهل ما زالت إستراتيجية الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي تسير وفق الخطة؟ وعلقت بأن الفوضى في الأسواق الروسية تبدو قد هدأت وانتقلت الفوضى لأوروبا وأمريكا .
وأشارت الانكومينست أن الاثار السلبية للروبل الروسي تلاشت و قفز الروبل ويقترب الآن من مستوى ما قبل الحرب. و استرد المؤشر الرئيسي للأسهم الروسية جزءا كبيرا من خسائره وحقق بعض المكاسب . كما تقوم الحكومة الروسية ومعظم الشركات بتسديد مدفوعات السندات بالعملات الأجنبية. وانتهى التدافع على البنوك التي شهدت سحب ما يقرب من 3 تريليونات روبل (31 مليار دولار) حيث أعاد الروس الكثير من الأموال إلى حساباتهم مرة أخرى .
وساعدت مجموعة من السياسات الحكومية الروسية ، على استقرار الأسواق. ورفع “المركزي” أسعار الفائدة من 9.5% إلى 20%، مما شجع الناس على امتلاك أصول روسية بفائدة، . كما أصدرت الحكومة الروسية مرسوما يقضي بضرورة تحويل المصدرين 80% من عائدات النقد الأجنبي إلى روبل. وأصبح التداول في بورصة موسكو، حسب تعبير البنك المركزي الملطف “متفاوضا عليه”. وصار البيع على المكشوف محظورا، ولا يمكن لغير المقيمين في روسيا سحب الأرصدة حتى المالية .. وأعادت روسيا تشغيل الشركات والمتاجر الأجنبية المنسحبة .. وتجميد أموال الأجانب . كما تستقر أسعار الوقود والطاقة والغذاء في روسيا …. بينما تنتشر فوضى الغلاء للغذاء والطاقة في أوروبا وأمريكا
وعلقت إيكونوميست بأن الفوضى قد بدأت في الغرب وليس في روسيا . وأشارت المجلة إلى أنه لا يزال يبدو أن روسيا متماسكة على غير ما هو مخطط له ..وسط تأمل أوروبي أمريكي للمشهد وما إذا كان الأمر سيئا حقاً في روسيا كما يتوقع معظم الاقتصاديين الغربيين ..وكم يردد الإعلام الغربي ! ، أم أن الروس كانوا أكثر ذكاء واستعداداً لهذا المشهد الاقتصادي ! . ولكن يظل السؤال أن كان هذا هو الوضع ولم تستخدم روسيا سلاحها الأخير وهو قطع النفط الغاز عن أوروبا ..فكيف سيكون الوضع لو فعلت !
ويقول الخبراء الغربيون أن ربما روسيا التي كانت خلال الحقبة السوفياتية، معتادة على العمل بدون تواصل أو عمل اقتصادي مع أوروبا الغربية وامريكا . لا زالت معتادة وقادرة على التكيف مع الانقطاع عن العالم، وهذا أمر غير موجود في العالم إلا إذا كان ذلك الاقتصاد هو الاقتصاد الروسي !.