قضايا العائلة والطفل

إخفاء فتاة سويدية من قبل موظف السوسيال والعائلة تقول “نريد أن نرى ابنتنا قبل موتنا”

 قبل ثلاث سنوات، اختفت  الفتاة تيريز، وهي سويدية  بلغت العشرين عاماً حالياً تعاني من إعاقات جسدية متعددة، ولكن لم يكن اختفاءً “تيريز” بالمعنى التقليدي، بل جاء نتيجة لقرار من الحارس المعين من السوسيال لإدارة شؤونها. حيث كانت تعيش تيريز سابقاً مع والديها في منطقة ديغرفورش، تحت رعايتهم ، ثم أصبحت تتلقى مساعدة من حارس سوسيال يتولى إدارة شؤونها المالية بعد تقرير عن سوء تنظيم مالي وسوء رعاية من الوالدين.




هذا الحارس تم تعينه للشابة السويدية “تيريز”  في عام 2021،  ومنذ ذلك الحين، تغيرت حياة العائلة بشكل جذري. حيث  قرر هذا الحارس إبعاد تيريز عن عائلتها بعد أن شكك في سلوك الوالدين، فتقدم بطلب للمحكمة لحمايتها من والديها عبر تقديم طلب إلى الجهات المختصة، إلا أن الادعاء رفض طلب منع الاتصال بعد أن أثبت التحقيقات عدم وجود أي تهديدات بالعنف العائلي تجاه تيريز.




  العنوان السري واختفاء تيريز

الفتاة السويدية تيريز-التلفزيون السويدي


لم يتوقف الحارس عند هذا الحد ولم يقبل بقرار  المحكمة المختصة، فلجأ إلى مصلحة الضرائب السويدية وطلب تسجيل تيريز تحت “عنوان سري”، وهو إجراء يُتخذ عادة في حالات التهديد الجسيم، وتمت الموافقة على الطلب ونقل تيريز لمكان أمن. ومنذ ذلك الوقت، تم نقل الشابة السويدية تيريز إلى مكان غير معروف، وتمت إزالة اسمها من جميع السجلات العامة في السويد.





وتقول عائلة تيريز أن هذا القرار غير مبرر، ويصفونه بأنه  تعسفي وتجاوز لسلطة القانون ،وعقاب ضد عائلة تيريز التي كانت تناضل من أجل ابنتها. ويؤكد هانس هوغلوند، الذي كان مساعداً صحياً لتيريز ، أنه لا توجد أي تهديدات فعلية تستدعي هذا النوع من الحماية وأن الحارس المسؤول من السوسيال استخدم تقييم غير عادل.




 لقاء قصير مع تيريز
من خلال تحقيق صحفي، تمكنت قناة “أوبدراغ غرانسكنينغ” من تحديد مكان إقامة تيريز التي تبعد 650 كيلومترًا عن منطقة ديغرفورش. وخلال لقاء قصير معها، أعربت تيريز عن رغبتها في دعوة عائلتها وأصدقائها إلى عيد ميلادها، وانها تريد رؤية والديها والعيش معهم ، ولكنها أوضحت أنها لا تملك هاتفاً للتواصل معهم.

والد ووالدة تيريز – التلفزيون السويدي





والداها، هانس ووالدتها أولا أندرسون، نقلوا قصتهم للتلفزيون السويدي ،  وما زالا يأملان في رؤية ابنتهما قبل وفاتهما، لكن الفرص تبدو ضئيلة مع استمرار الوضع الحالي. وبعد معرفتهم بمكان تيريز، قدموا طلبًا إلى لجنة المراقبة في البلدية -سوسيال-  لاستبدال الحارس، لكن الطلب قوبل بالرفض نظراً لحماية معلومات تيريز الشخصية.




 تسلط  قصة تريز لضوء على التعقيدات التي قد تنشأ عند تعيين حارس من البلدية والسوسيال لإدارة شؤون شخص يعاني من إعاقات.  وماهي الصلاحيات التي قد يحصل عليها بدون مراقبة وتدقيق في ظل وجود عائلة للشخص المعاق؟ ، علماً أن لا وجود لحكم قضائي لفصل الأبنة عن عائلتها بسبب “عنف العاتلة” ومن الواضح أن هناك توتراً بين دور الحارس القانوني وحاجة العائلة إلى التواصل مع ابنتهم. فقرار إبعاد تيريز عن عائلتها، رغم عدم وجود تهديدات موثقة، يثير تساؤلات حول مدى استخدام الحماية القانونية بشكل مبرر.




في النهاية، يبدو أن نظام الحماية القانونية المعتمد في السويد، رغم أهميته إلا انه قد يكون معقد في بعض الحالات ومبهم! وعليه علامات استفهام ، ويحتاج إلى إجابات من قبل المسؤولين عن بعض الحالات التي تظهر في الإعلام السويدي الرسمي كحالة “تريز” التي نقلها التلفزيون السويد،- تحتاج مثل هذه الحالات إلى مراجعة دقيقة لضمان التوازن بين الحماية القانونية وحقوق الفرد في التواصل مع أحبائه.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى