آخر الأخبارتقارير

أدنى نمو سكاني في السويد في القرن الـ21 وهجرة عكسية للعراقيين والسوريين وهذه الاسباب!؟

في النصف الأول من عام 2024، سجلت السويد أدنى زيادة سكانية خلال القرن العشرين، حيث ارتفع عدد السكان بمقدار 1600 شخص فقط. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تأثرت بالإجراءات التي قامت بها مصلحة الضرائب السويدية، والتي شطبت العديد من الأشخاص الذين لم يعودوا مقيمين في السويد من سجلاتها، مما يؤثر على دقة الإحصاءات.




وأظهرت الإحصاءات أن عدد العراقيين الذين غادروا السويد خلال النصف الأول من عام 2024 بلغ 1968 شخصاً، مقارنةً بـ 990 شخصاً في نفس الفترة من عام 2023، مما يعكس زيادة بنسبة 99%. في الوقت نفسه، ارتفع عدد السوريين الذين غادروا السويد إلى 1700 شخص، مقارنةً بـ 1317 شخصاً في النصف الأول من عام 2023، مما يعكس زيادة بنسبة 34%. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن جزءاً من هؤلاء الأشخاص قد يكون قد غادر السويد في وقت سابق، لكنهم شُطبوا من السجلات الآن فقط، مما يؤثر على دقة هذه الأرقام.




قال محمد، وهو اسم مستعار لأحد الأشخاص الذين تواصلنا معهم والذي عاش في السويد لمدة 23 عاماً حيث درس العلوم السياسية وعمل في مصلحة الهجرة لمدة ثماني سنوات، إنه قرر العودة إلى العراق مع عائلته لعدة أسباب رئيسية:




من بين الأسباب التي دفعتني للعودة، كانت المعاملة السيئة التي تعرضنا لها كسويديين من أصول مهاجرة في السويد. في البداية، لم أكن أتخيل أو أفكر في مغادرة السويد، ولكن بعد الأحداث الأخيرة كحوادث حرق المصاحف، ومع مواجهة العنصرية في الشوارع دون تدخل من الشرطة أو الدولة، قررت أنا وعائلتي أن نغادر السويد إلى الأبد. لم يكن هناك من يتفاعل مع هذه الحوادث سوى نحن الذين تأثرنا بها، مما جعلنا نشعر بعدم الأمان.




ريهام  وهو اسم مستعار، عاشت في السويد لمدة 19 عاماً، وحصلت على بكالوريوس في الإعمار وتخطيط المدن، من جامعة سويدية. وهي إحدى النساء اللواتي غادرن السويد وانتقلن إلى الإمارات، تقول:




“لا يوجد أمان، العنصرية كانت شديدة، وكان من الصعب جداً الحصول على وظيفة. كنت أحاول كثيراً للحصول على وظيفة مناسبة لي، ومع وجود الضرائب والروتين المعقد، قررت أن أخرج من السويد. انتقلت إلى دبي، ووجدت أن الحصول على وظيفة أسهل، وأحسست أنني حققت نجاحاً بسهولة. هناك احتمالات أفضل لفتح عمل تجاري، ولا توجد مشاكل مثل الضرائب والبيروقراطية الزائدة. لكني ما زلت أحب السويد، وآمل أن أعود إليها، ولكن لا أعتقد أنني سأعيش فيها مرة أخرى.”



يقول أحمد وزوجته، وهما من سوريا ويقيمان في السويد منذ عام 2014، إنهما كانا ينتظران الحصول على الجنسية السويدية لترك البلاد، حيث تعتبر الجنسية مهمة بالنسبة لهما لأنها تتيح لهما السفر والاستقرار في أي دولة عربية دون متطلبات قانونية معقدة. ويضيف أحمد أن قرار مغادرة السويد جاء بعد سنوات من الإقامة فيها، حيث بدأ يشعر بالقلق على أطفاله من تأثير المجتمع ومن تدخلات خدمات الرعاية الاجتماعية. كما أنه يشعر بالاغتراب ويواجه تمييزًا متزايدًا.




أما زوجته، فتقول إنها لم تواجه عنصرية أو تمييزًا مباشرًا بسبب ارتدائها الحجاب، لكنها تشعر بعدم ارتياح العديد من السويديين تجاه حجابها. ومع ذلك، ترى أن المشكلة لا تكمن في الحجاب بحد ذاته، بل في نمط الحياة في السويد وازدياد خطاب الكراهية ضد المهاجرين والإسلام، سواء من السياسيين أو الإعلام. تضيف أن السويديين باتوا ينظرون إليهم وإلى أطفالهم باعتبارهم مجرمين محتالين، مما يعزز من شعورهم بالعزلة وعدم الأمان.




تقول أون ماري بيرسون، التي تعمل في هيئة الإحصاء السويدية، إنهم لاحظوا على مدى السنوات الماضية انخفاضاً في عدد المواليد، ولكن ما يبرز الآن هو العدد غير المعتاد في الإحصاءات.

وتقول Emma Svensson، من مركز أبحاث الهجرة في أوبسالا أن السويد لديها مشكلة مزمنة في ضعف النمو السكاني منذ 5 عقود مضت ، كما أن الحلول كانت بزيادة الهجرة ولكن زيادة الهجرة ليست دائماً حل صحيح أو مناسب للمجتمع.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى