تقارير

وهكذا انتهت “حركة مقاومة” سياسات”السوسيال السويدي” بمغادرة قادتها للسويد بشكل نهائي

بعد أكثر من عام ونصف  من الحراك الاجتماعي المدني ضد هيئة الرعاية الاجتماعية السويدية – سوسيال – والذي اعتبرته هيئة الدفاع النفسي السويدية من أخطر حملات التضليل التي تعرضت لها السويد منذ الحرب العالمية الثانية ، أنتهى هذا الحراك بتشتيت قادته والمشاركين فيه  .





هذا الحراك الذي هز أركان دولة القانون والديمقراطية السويدية ، و اتهم سلطات السوسيال السويدية بخطف أطفال المهاجرين والمسلمين منهم خصوصاً ، قاده وشارك فيه مجموعة من النشطاء المقيمون في السويد ، حيث قاموا بتظاهرات قانونية ووقفات احتجاجية ، ونشر فيديوهات ومحتوى حول سحب السوسيال السويدي لأطفال المهاجرين ، هذا الحراك وجد تأييد كبير من الجالية المهاجرة العربية وغير العربية وأصبح يتسع أكثر وأكثر حتى تحول لحراك مدني كبير داخل السويد بل وخارج السويد أيضاً.



لقد انتشرت القضية شرقا وغربا ، حتى تحدثت وسائل إعلام دولية وعربية عن قضايا خطف أو سحب أطفال المهاجرين في السويد ، مما جعل   السلطات السويدية تتحرك بكل طاقتها  القانونية ومن خلال إعلامها الرسمي وغير الرسمي والداعمين لها من وسائل وصفحات عربية في السويد لوقف هذا الحراك والرد عليه ، حيث أكدت السلطات السويدية ووسائل الإعلام السويدية  أن لا وجود لخطف أو سحب أطفال في السويد فهذه قضايا تخضع للقانون  ، وأن ما يحدث هو حملة تضليل كبيرة تستهدف السويد ويقودها مجموعة أشخاص إسلاميين داخل السويد على علاقة بمتطرفين إسلاميين خارج السويد مستخدمين وسائل إعلام ووسائل تواصل اجتماعي لتشويه سمعة السويد .



وفي كل الأحوال فإن أغلب  المتابعين في السويد لهذه القضية يعلمون تفاصيل ما حدث ، ولكن الجديد أن الضغط  و حملة الرد المضادة من السلطات السويدية ومؤسساتها وإعلامها الرسمي وغير الرسمي والداعمين العرب لموقف الحكومة السويدية نجحوا في إنهاء هذا الحراك وإجبار القائمين عليه بالانسحاب من المشهد وفق ما قاله احد قادة هذا الحراك “جورج توما”..





فغادر منهم من غادر  السويد بشكل نهائي ، واختفى بعضهم وانسحب بهدوء من المشهد  . بينما تراجع أخرون واعتذروا عن مواقفهم  على صفحة عربية سويدية داعمة للسلطات السويدية  صفحة الكومبس التي كانت بمثابة الذراع القوي للسلطات السويدية في السيطرة على هذا الحراك والرد عليه وتشتيته ،والنتيجة أن الجميع قد اختفى من المشهد بعد شعورهم بالقلق من استهدافهم معنويا واجتماعيا وقانونيا في السويد .




الناشط جورج توما :  من أصول سورية ، و احد النشطاء الذين ازعجوا السلطات السويدية ،  كما إنه انتقد وسائل إعلام سويدية منها التلفزيون السويدي و صفحات عربية في السويد داعمة للسلطات السويدية ،  وجورج هو ناشط اجتماعي ولديه قناة يوتيوب نشطة وواسعة الانتشار وقاد حملة مع أخرين للتعريف بقضايا سحب الأطفال في السويد وعرض قصص العديد منهم على قناته تحت مصطلح “خطف السوسيال لأطفال المهاجرين”.





ورغم إن جورج  مسيحي الديانة ولكن لم تحميه ديانته في أن يطُلق عليه إنه احد قادة حملات التضليل المدعومة من إسلاميين متطرفين داعشيين ، جورج توما تعرض لضغوطات كبيرة من السلطات السويدية والتضييق عليه وفقاً لما قاله هو بنفسه  في فيديو مسجل هنا على قناته على باليوتيوب ،




كما اتهم السلطات السويدية بقتل والدته “بالإهمال” أثناء جائحة كورونا ، وعدم متابعة الشرطة السويدية لــ “حادث” حرق صلون  تصفيف الشعر يمتلكه” في محل إقامته بالسويد في مدينة يوتبوري ،  وقال إنه أضطر لمغادرة السويد بشكل نهائي بعد ما تعرض له من ضغوطات وتهديدات من عصابات ومن السلطات السويدية نتيجة موقفه وانتقاده لسياسات وقوانين السوسيال السويدي ، وبالفعل سافر جورج  الي استراليا وبث أول فيديو له من استراليا شرح فيه أسباب ترك السويد 

الصورة جورج توما



 الناشطة زينب لطيف : وهي واحدة من أهم نشطاء انتقاد سياسات وقوانين السوسيال السويدي خلال العامين الماضيين ، حيث أعلنت زينب إنها غادرت السويد بشكل نهائي لتستقر في لبنان ، وقالت  أنها قررت الفرار من السويد بعد ملاحقة السلطات المحلية لأطفالها الستة وصدور اشعارات قلق  ضدهم تمهيداً لسحبهم منها .



وقالت زينب في مقابلة مع وكالة الأناضول، إنها كانت تشهد باستمرار تمزيق العائلات من دون أي أسس أو أدلة قانونية، في إشارة إلى قيام موظفي الخدمات الاجتماعية السويدية بأخذ الأطفال من عائلاتهم قسرًا.

 وكانت زينب وهي سويدية من أصول لبنانية قد بدأن نشاطها في انتقاد السوسيال السويدي بعد أن أخذت السلطات السويدية  أطفال شقيقتها،  كما شاركت زينب في عدة مظاهرات مناهضة تحت مصطلح اختطاف الأطفال في العديد من المدن السويدية، ثم فرّت من البلاد بأطفالها خوفاً عليهم من سحب السوسيال لهم

الصورة -الناشطة زينب لطيف 




علي صيداوي / من أصول لبنانية ، وهو  أحد المؤسسين للحراك لكنه أعلن على احد الصفحات العربية في السويد  وهي صفحة الكومبس و الممولة من الحكومة السويدية والداعمة لسياسة السوسيال السويدي  ـ إنه ترك هذا الحراك ، واعتذر عن ما فعله  بعدما اكتشف حقيقة هذه المجموعاتالتي عمل معها واعتبرها مجموعات تضليلية انحرفت عن هدفها لتشويه سمعة السويد ، واستغلال العائلات كما يقول الصيداوي.  

الصورة : علي صيداوي




دياب طلال / وهو من أصل سوري واحد المتضررين من سحب أطفاله السبعة في السويد ، وكان هو وزوجته ظهروا في فيديو  للناشط جورج توما تحدث خلاله عن ما تعرض له من ظلم وسحب جميع أطفاله من قبل السطات السويدية على حسب ما قاله ، وكان هذا الفيديو بمثابة شرارة بداية حملة كبيرة تنتقد سياسات وقوانين السوسيال السويدي في سحب أطفال المهاجرين في السويد .

دياب طلال انسحب من المشهد تدريجيا  وأخرج زوجته وطفلته نهائيا من السويد بعد أن تعرضوا  لملاحقات من سلطات السوسيال السويدية على أثر إنجاب زوجته لطفلة وهروبها بالطفلة لخارج السويد ، حيث يحاول  السوسيال السويدي الوصول للطفلة لسحبها منهما !

الصورة – دياب طلال  -وزوجته



لم يكن هؤلاء فقط هم من قادوا الحراك لانتقاد سياسات السوسيال السويدي ، حيث شارك العشرات في دعم هذه الحراك بطرق مختلفة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي المكتوبة والمرئية والمسموعة  وعلى فضائيات دولية استضافتهم ومنحت لهذه القضية مساحة إعلامية في أخبارها وتقاريرها. لقد استطاع قادة هذه الحراك ومن معهم  هز أركان دولة القانون السويدية بالفعل .





  ولكن كان لهؤلاء الأربعة خصوصاً ظهوراً أكثر في وسائل التواصل والإعلام الدولي من خلال مقابلات ولقاءات إعلامية ، وفي كل الأحوال فإن الحراك تم السيطرة عليه بالفعل من قبل أدوات السلطات السويدية ومساعديه من صفحات ومواقع وشخصيات عربية في السويد بعضها إعلامية وأخرى دينية ، ورغم أن السويد تخضع لحرية الإعلام وسيادة القوانين إلا أن وسائل الضغط الاجتماعي والملاحقات الإعلامية و القانونية  والأمنية قد تخيف الكثير وتضطرهم للتراجع أو الهروب.

 وبين الحقيقة أو التضليل ، ستظل القضية مستمرة بين سيادة القانون وسلامة الطفل وبين صرخات العائلات التي فقدت أطفالها في بلداً هربت إليه من أجل حماية أطفالها !




[bs-quote quote=”تقرير إعداد – رازي سلطان – كاتب ومحرر في المركز السويدي للمعلومات
التقرير يعبر عن موقف كاتبه ، ولا يعبر بالضرورة عن رأي المركز السويدي للمعلومات sci” style=”style-4″ align=”center” color=”” author_name=” رازي سلطان” author_job=”كاتب ومحرر في sci” author_avatar=”https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2023/04/images-1-1.jpg” author_link=””][/bs-quote]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى