وفاة مشاهير

وفاة بابا الفاتيكان. دعم المثليين وتقرب من الإسلام وتسامح مع الطلاق وواجه فضائح الكنيسة

في صباح الإثنين 21 أبريل 2025، أعلن الكرادلة في الفاتيكان وفاة البابا فرانسيس في مقر إقامته “دوموس سانكتا مارتا” في الفاتيكان عن عمرٍ ناهز 88 عامًا، بعد معاناة قصيرة مع مضاعفات ذات الرئة المزدوجة وفشل كلوي. البابا فرانسيس كان أستثناءي حيث يعتبر أول بابا يحاول كسر تشدد المسيحية المحافظة داخل الفاتيكان، ولذلك واجهة معارضة من المتشددين وكان يخضع أحيانا للمتشددين ، ويستمر أحياناً أخرى في سياسته لتقريب المسيحية من العلمانية، ويسكت في بعض الأوقات خوفاً من التصادم مع المتشددين . 




1. الميلاد والنشأة

  • تاريخ الميلاد: 17 ديسمبر 1936

  • مكان الميلاد: حيّ فلوريس في بوينس آيرس، الأرجنتين 

الأسرة والأصول: والده، ماريو جوزيبي بيرغوليو فاسالو، (مواليد 2 أبريل 1908 في بورتاكومارو، بيدمونت، إيطاليا–توفي 1959)، كان موظفًا في السكة الحديد.

والدته، ريجينا ماريا سيفوري غوغنا، (مواليد 28 نوفمبر 1911 في بوينس آيرس من أصول جنوية–توفيت 8 يناير 1981)، ربة منزل كرسَت نفسها لتربية خمسة أطفال




 تخرج بشهادة فنيّة في الكيمياء من مدرسة فنية صناعية في بوينس آيرس. و انضمّ إلى مجرّب “جمعية يسوع” في 11 مارس 1958، بعد تعافيه من مرض رئوي خطير  و في 13 ديسمبر 1969 أصبح كاهنًا ضمن رهبنة اليسوعيين. : وشغل منصب “المُقدّم الإقليمي” لليسوعيين في الأرجنتين بين 1973 و1979.

  1. الرتب الأسقفية:

1992: أصبح مطرانًا مساعدًا في بوينس آيرس.

1998: عُيّن رئيس أساقفة بوينس آيرس.

2001: ارتقى إلى رتبة الكردينال بيد البابا يوحنا بولس الثاني




 تم انتخابا البابا فرانسيس  في 13 مارس 2013، خلال مجمع الكرادلة الذي عقد بعد استقالة البابا بندكتوس السادس عشر، انتُخب الكردينال برغوليو ليكون البابا الـ266، تحت اسم “فرنسيس”، تخليدًا لروح القديس فرنسيس الأسيزي  – وواجه أزمات كثيرة ، منها  الإساءة الجنسية داخل الكنيسة التي عرفت بالتحرش واغتصاب الأطفال، وأقدم على استبعاد بعض المتهمين من الكهنوت (مع استمرار انتقادات بطيء الإجراءات) كما انه  دعم حقوق المثليين المدنيّة وبارك  المثليين ، كما دعم فكرة الطلاق في المسيحية والزواج مرة أخرى!  



الطلاق وتكرار الزواج في الكنيسة ؟
في 2016 أصدر وثيقة «Amoris Laetitia» عن العائلة، وفتح الباب لأن يمنح الكهنة ضمنياً سرّ التوبة للأزواج المطلقين المتزوجين ثانيةً. هذا ما اعتبره الكهنة المحافظون  «خروجاً على التعاليم» وطلبوا في عريضة شرحاً وافي من البابا حول قبوله لفكرة الطلاق والزواج مرة أخرى! معتبرين أن ذلك خروج عن المسيحية والكتاب المقدس . ورد البابا بالسكوت أكثر من مرة، حتى شعر المتشددون أن الكنيسة تفقد ثباتها: «هل نقبلُ الطلاق أم لا؟» وانتشر التوتر بين الكرادلة وانقسم العالم الكاثوليكي.




 فضائح الاعتداء الجنسي تهز الكنيسة الكاثوليكية
لعدة عقود، ظلت الكنيسة الكاثوليكية تواجه اتهامات خطيرة تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل كهنة ورجال دين في مختلف أنحاء العالم التابع للكنيسة الكاثوليكية . هذه الانتهاكات، التي غالبًا ما كانت تُخفي داخليًا عبر نقل الكهنة أو إسكات الضحايا، ومع صعود البابا فرنسيس إلى سدة الفاتيكان عام 2013، أقر البابا علنًا بوجود “ثقافة التستر” داخل الكنيسة الكاثوليكية وأن الاعتداءات حصلت من الكهنة ورجال الدين بالقعل، واعتذر مرارًا للضحايا، بل وطرد عددًا من الكرادلة والكهنة المتورطين. كما أنشأ لجانًا خاصة لحماية القاصرين، وأدخل قوانين جديدة تُلزم التبليغ عن الاعتداءات، حتى داخل الفاتيكان نفسه. لكن رغم هذه الخطوات، لا تزال الانتقادات مستمرة. بإن البابا خضع وتباطئ  ورضخ لتيارات محافظة تحاول التقليل من حجم الأزمة ، واعتبر متراجع ومتخاذل في عدم إكمال العقوبات على المعتدين.  




 البابا والإسلام:
رفض فرانسيس اتهام الإسلام كدين بإنه ينبع من عنف أو يدعم الإرهاب ، ورفض السكوت والتنصّل من مواقف معاداة الإسلام، وانتقد في 2015  اعتبار أن الإسلام خَطراً، ما أثار غضب اليمين الشعبي في أوروبا، وانتقد سياسات الهجرة المتشددة ورحب باللاجئين ، فاحتدم النزاع مع حكوماتٍ أوروبية ترفض استقبال  اللاجئين. وبالرغم من مدحه من قبل السياسيين في أوروبا ظاهرياً ،إلا أنهم اتهموه  «بالتدخّل في السياسة العلمانية .. وكانوا غير مرحبين به».



علاقته بالحوار مع الإسلام…  

وُصِف حواره مع شيخ الأزهر في أبوظبي (2019) بـ«الإنجاز التاريخي»، ووقع وثيقة الأخوّة الإنسانية: في 4 فبراير 2019، خلال زيارته التاريخية لأبوظبي،  حيث وقّع مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب “وثيقة الأخوّة الإنسانية”، داعيًا إلى حوار بين الأديان ونبذ العنف باسم الدين حيث .شارك في قداسٍ تاريخيٍّ بالساحل الغربي للجزيرة العربية، أول قداسَ  عامي  يُقام  في مسقط رأس المسلمين ..السعودية…لكن تقارير داخليّة تكشف عن ضغوطٍ مارستها قوى مسيحية داخلية لعرقلة وثيقة الأخوّة. بعض المطارنة احتجّوا على تقديره الزائد والدائم لشخص النبي محمد ونسبوا ذلك إلى «تساهل ديني» قد يضرّ بالعقيدة.



وفي 2020 زار العراق، أول بابا يطأ أرض الرافدين، وصلى في مدينة أور وأقام قداساً للجالية المسيحية المشرقية. اعتبرها المؤيدون خطوة شجاعة في وجه داعش ومعاداة الأديان، بينما هاجمه متشددون من الطرفين واعتبروا الزيارة «استعراضاً سياسيّاً».

دعم البابا فرانسيس المثلية والمثليين من منطلق القبول وعدم طردهم من الكنيسة ، وفي خطابٍ صحفيّ عام 2013، أكّد البابا فرنسيس أن المثليين «إذا كانوا يسعون إلى الله بنية حسنة، فمن أنا لأحكم عليهم؟»؛  





البابا والمثليين
في أكتوبر 2020، دعا البابا صراحةً إلى اعتماد قوانين للاتحاد المدني تضمن حقوق الشركاء الأزواج من نفس الجنس، معتبرًا أنهم “أطفال الله” ويتمتعون بحق العائلة والحماية القانونية ولكن قبول بحملة رفض مسيحية من الكهنة المتشددين  .

وشهد ديسمبر 2023 صدور وثيقة *Fiducia supplicans* التي أجازت للكهنة منح «بركات غير ليتورجية – بمعنى غير دينية رسمية» للأزواج المثلّيين ضمن إطارٍ أخلاقي واضح، في خطوة قوبلت بترحيب بعض الأوساط وانقسام محافظ  




حتى لحظة وفاته، واصل فرانسيس عبور هذه المعارك: صراع الإصلاح المالي، قضايا الاعتداءات، حربه مع التيار المحافظ، فضائح التسريبات، وجدل الانفتاح. تغلبت على عهده لحظات سلام وأخرى من الصدام. وبمغادرته، ترك الكنيسة في مفترق طرق: بين إرث «البابا الشعبوي» ومعسكر المنتقدين الذين رصاصوا كل طموحه الإصلاحي.

السؤال الأهم الآن: هل ستواصل الكنيسة نهجه في التقرب من المفاهيم العلمانية أم ستعود إلى أجنحة المسيحية الصارمة؟

 



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى