وجهة نظر عبقرية السويد ..تجربة السويد في مواجهة فيروس كورونا أذهلت العالم الذي يترقب النتائج!
“العَبقرِية”: صفةُ العبقريّ وهي شدَّةُ الذكاء، والقدرة على الإبداع والابتكار.
وفي عالم كورونا، هل غير السويد أحق بهذا الوصف؟!؛ هذه وجهة نظر لكاتبها ، ولكن التجربة السويدية في مواجهة فيروس كورونا أذهلت العالم فعلا ، ربما انتقاد أكثر من الإعجاب ! ،
ولكن السويد انفردت بنهج خاص جداً في مجابهة جائحة كورونا التي أوقفت عجلة الاقتصاد العالمي والحياة الاجتماعية والنشاط اليومي في أغلب دول العالم ، وحجزت المليارات من الناس في بيوتهم، يحيط بهم القلق من كل جانب في الخارج. عدا السويد؛ فهي حالة استثنائية جداً. كل شئ يعمل !
والسويد هي ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة (450,295 كم2)، ويُقدر عدد السكان نحو 10,215,250 ملايين نسمة. والكثافة السكانية في السويد منخفضة، 24 نسمة لكل كيلومتر مربع (53 لكل ميل مربع)، ما يعني أن فكرة التباعد الاجتماعي تكاد تكون مُطبقة فعلياً.
لكن هذا لا يمنع أن التجمعات موجودة في السويد ، في الجامعات والمدارس والملاعب والحدائق والشواطئ، حتى إن الحكومة السويدية كانت قد قررت، في إطار مجابهة جائحة كورونا، منع التجمعات فوق الـ500 فرد، ثم خفضت العدد إلى 50 فردا فقط! وأغلقت الجامعات والمدارس الثانوية ..
ورغم ذلك فقد انخفض عدد ركاب النقل العام في العاصمة ستوكهولم بنسبة 50%، خاصة في مترو الأنفاق والقطارات.
وحسب استطلاعات الرأي، فإن نصف سكان العاصمة لا يذهبون لأعمالهم، ويعملون عن بُعد. . والسويد لا تمانع من الذهاب للمقاهي والبارات والمطاعم ، والذهاب للجيم ، والسفر ،،،، ولكن اترك مسافة بينك وبين الأخر ” انه التباعد الاجتماعي” ، ولا تذهب لدور المسنين ، حيث هذه مشكلة السويد حاليا وفيات وإصابات المسنين بفيروس كورونا
وتقدر بعض التقارير أن ترتفع نسبة العاملين عن بُعد إلى 90% على الأقل في أكبر الشركات في العاصمة، وذلك بفضل القوى العاملة المدربة على استخدام التكنولوجيا وثقافة العمل التي طالما عززت المرونة وإمكانية العمل عن بُعد.
وفي هذا السياق، تتبع حكومة السويد استراتيجية “المسؤولية الذاتية”، وهي استراتيجية يلزمها مستوى مرتفع من الوعي لدى المواطن، وثقة قوية “متراكمة وعميقة” بين المواطن وحكومته وإمكاناتها وكفاءة العاملين فيها، بل شفافيتهم التي وفرت لهم قدرا كبيرا جداً من المصداقية لدى الرأي العام. حيث تفضل الحكومة السويدية نشر النصائح والتوجيهات وينفذ المواطنين هذه النصائح ، دون قيود وقوانين صارمة ..
وبموجب استراتيجية “المسؤولية الذاتية” تعتمد السلطات السويدية على تقديم الإرشادات والنصائح، أكثر من فرض القواعد الصارمة.
ولا تختلف النصائح والإرشادات في السويد عنها في مختلف أنحاء العام؛ إذ تتركز في البقاء في المنزل “إذا كنت مريضاً أو مسناً”، وغسل اليدين جيداً، وتجنب أي سفر غير ضروري، وكذلك العمل من المنزل. ويبقي الفرق في التزام المواطن، ووعيه وتحضر سلوكه.وأن السويد تقدم النصائح لشعبها بين دول العالم تفرض حظر التجوال والغرامات والسجن .
ويقود السويد في مواجهة فيروس كورونا عالم الأوبئة السويد أندرش تيغنيل ، وهو يتعرض لانتقادات عديدة داخليا وخارجيا ، ولكنه وأحد من اكبر علماء أوروبا في علم الأوبئة ، ومن أهم خمسة علماء في العالم الذين واجهوا عدوى أيبولا في وسط أفريقيا في فترة التسعينيات من القرن الماضي ، ويتحدث الانجليزية والفرنسية ، ولديه أبحاث تدرس في العديد من جامعات العالم .
وفي هذا المناخ الفريد، ومع تصاعد شراسة فيروس كورونا وسرعة انتشاره عالمياً، لا تزال سلطات الصحة العامة والسياسيون في السويد يأملون إبطاء انتشار الفيروس دون الحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة أو غلق السويد أو غلق المدارس والمطاعم والمتاجر ، ودون حظر تجوال أو وقف لعجلة الاقتصاد والنشاط اليومي ، فهل تستطيع .؟.
نعم؛ فالسويد ليست خالية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وحسب ما أعلنته هيئة الصحة العامة في السويد، السبت الماضي 9 أبريل- تحديث – ، ارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد 800 وفاة، بينما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 9500، ، منهم 520 مصاباً يتلقون العلاج في أقسام العناية المركزة.
إذن، النصائح والإرشادات واحدة، وأحاديث المسؤولين لا جديد فيها، وحتى الحديث عن “المسؤولية الذاتية” يكاد يكون مُكرراً بشكل أو بآخر في كل الدول التي تجابه جائحة كورونا؛ فمن أين تأتي عبقرية السويد إذن؟!
ربما من أن السويد حاضرة دائماً في صدارة الدول في مؤشرات الديمقراطية المعتبرة؟! ممكن جداً. ولكن خطة السويد في مواجهة فيروس كورونا سوغ تثبت رهان السويد على سياستها الغير صارمة والمنفتحة ، وسوف تثبت النتائج النهائية هل فعلا السويد عبقرية في الابتكار والإدارة والأبداع في مواجهة فيروس كورونا أو إنها تستحق النقد والهجوم الذي تعرضت له ؟
عالم كورونا: عَبْقَرِيَّة السويد! “1”