![](https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2022/07/5-1.jpg)
هل حصولك على الجنسية السويدية يجعلك تشعر أنك سويدي ؟ أو فقط أنت تسعي لحمل الجنسية السويدية!
المقال التالي تم ترجمته للكاتب والناشط السويدي ” جون لاري “” ..حيث يقول الكاتب بمقالة في ” SE24 ، عندما نتكلم عن سياسة الاندماج للمهاجرين في السويد ، يجب أن نتكلم عن المواطنة والانتماء وليس عن العمل واللغة فقط ، فرغم أهمية اللغة اجتماعيا والعمل اقتصاديا في حياة المهاجر في السويد إلا أن هناك تناسي لمشاعر الانتماء الشخصية والمجتمعية … فأننا يجب أن نسال انفسنا ، كيف ننظر نحن كا سويديين للمهاجر .
يقول الكاتب في احد الأمسيات وكان يوجد عدد من الضيوف بعضهم من خلفيات مهاجرة ووجدت احد الضيوف يسأل شخص كان يتكلم السويدية كلغة أم ويقول له وبشكل ودي :- .. من أين أنت ؟ ورغم أنه أجاب وقال أنا سويدي ، إلا أن السائل كرر سؤاله :- “نعم أعلم من لغتك .. ولكن من اين أتيت؟”
ويقول الكاتب أن هذا الحوار القصير لا يحمل أكثر من حوار اجتماعي ، ولكن بالنسبة لي يحمل معاني اجتماعية أخرى وهو أن هناك نظرة تفرق بين السويدي ذو الأصل والملامح السويدية ..والسويد الحامل للجنسية السويدية .. وبالنسبة لي فأن هذه النظرة تعني سويدي ينتمي للسويد .. وسويدي مقيم في السويد !.
ويستمر الكاتب في شرح وجهة نظره ، ويقول :- ” أن السويديين ينظرون للمهاجر بأكثر من مقياس ، ولكن المقياس الأساسي ،أن المهاجرين أشخاص غرباء حتى لو حملوا الجنسية السويدية ، يبحثون عن الأمان والاستقرار ، وأثناء بحثهم يصلون السويد ويستقرون ، ويبدأو في محاولة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، والتي يوجد بها العديد من المشاكل والاختلافات الغريبة عن ثقافتهم .
ويستمر الكاتب بالقول ” يبدأ بعض السويديين بعد ذلك ، بالنظر بالانتقاد لبعض مشاكل الاندماج والحوادث التي يكون المهاجر الأجنبي طرف فيها ، وتتطور نظرة بعض السويديين لتصل إلى القلق من المهاجرين ،بسبب ما يتم تداوله من سلبيات اجتماعية يكون لليمين المتطرف دورا هام في نشرها والمبالغة فيها .
ثم يسأل “الكاتب” عن السؤال ” ماذا يريد المهاجر من السويد” الانتماء أو العمل والمال أو الأمان ..ويقول :-
لقد عجزت عن الوصول لإجابة شاملة ، اغلب المهاجرين لا يتفقون على ما يريدوه من السويد !
ويضيف ” من السهل أن تسمع إجابات رائعة من المهاجرين والأجانب …ولكن هل هذه الحقيقة . ؟
يؤكد “الكاتب” أن المهاجر يصل السويد ، وهو لديه طموح وآمال ورغبة حقيقية أن يبدأ حياة جديدة بالسويد ، لا يعلم كيف ستكون الحياة ، وتفاصيل الحياة ، ولكنه متفائل ولديه حماس ورغبة بأن يكون جزء من السويد ..لذلك هو مثل أي إنسان يسعى للاستقرار والأمن والعمل والمال وأيضا الانتماء .. ولكن المهاجر سوف يتحول في أخر الأمر إلى الأهداف التي تجبره انت عليها كمجتمع في السويد .. فيتم توجيه المهاجر للعمل وجمع المال ..دون الاهتمام بجوانب اجتماعية وثقافية تشعره بالانتماء للسويد.
وسرعان ما تنتهي هذه المشاعر والرغبة ، وتبدأ لدى الكثير وليس الجميع مشاعر أخرى ، وهى الحسابات الشخصية وفقدان بريق حلم الهجرة ، التي تجعل المهاجر يفقد رغباته بأن يكون جزء من السويد ، ليتحول إلى الحسابات الشخصية والعودة إلى للخلف والعزلة .
ليجد المهاجر نفسه وقد رفض الاندماج بالمجتمع السويدي دون أن يشعر ، ثم الانعزال بمجتمعات منعزلة داخل ضواحي المدن ..وإفراز السلبيات والحوادث هناك ! ولكننا نحن من نساعده على ذلك .
ويضيف “الكاتب” ليس من الخطأ أن يبحث المهاجر عن مصالحه الشخصية ، بل هذا هو المطلوب منه لكي يعيل نفسه وعائلته ، ويحقق حياة ومستقبل افضل له ولعائلته.
ولكن نحن في حقيقة الأمر نفقد مواطن سويدي محتمل ، ونحاول أن نربح مهاجر مجتهد فقط .! فهل هذا هو الاندماج الذي يستمر السياسيين في ترديده علينا يوميا .. هل الاندماج للمهاجر هو العمل ؟ وأن كان ذلك .. فلماذا لا نستورد العمالة من الخارج، ونتوقف عن منح التوطين للاجئين ومنح الجنسية السويدية !
يقول”الكاتب ” في نهاية المقال ” الاندماج ليس فقط العمل ” ومن الغباء أن نستمر في تصدير هذا الشعار للمجتمع والمواطن السويدي.
لقد اصبح شعار الاندماج للمهاجر هو العمل ، جزء من نظرة المجتمع السويدي السلبية للمهاجر العاطل عن العمل ! انه “كارثة ” على المجتمع السويدي.
لقد وصل الهلع الاجتماعي والسياسي في السويد إننا اصدرنا قوانين تقول ، “المهاجر الذي لا يعمل لا يمكن له لم شمل عائلته ” ، يجب أن يعاقب من رؤية عائلته ! كيف تتوقع أن يندمج المهاجر أو يقوم بالإنتاج في ظل غياب عائلته ، وما يترتب عليه من ضغط نفسي واجتماعي.
من الجيد أن نعيد صياغة أفكارنا ، فالاندماج هو حزمة متكاملة من الانتماء للمجتمع السويدي ، منها العمل واللغة والدعم العائلي ، والنشاط الاجتماعي والثقافي ، والسكن والرعاية ، وخلق فرص العمل ، وتسهيل حياة المهاجر وليس تعقيدها.
يجب أن نجعل المهاجر يشعر انه في طريق المواطنة ليكون سويدي ، وليس آلة للعمل والإنتاج في السويد فقط .
لا يجب علي السويد أن تكسب مهاجر مجتهد ، وتخسر مواطن يرغب بالانتماء للسويد . فلا يمكن ربط العمل بالاندماج فقط ، ولا العمل للحصول علي إقامة دائمة ، ولا العمل مقابل لم الشمل – هذه سياسة الأنظمة المتعجرفة !