مهاجر نيوز

مهاجرون عرب يروون معاناتهم في أوكرانيا سرقة وإهانة و ممارسات عنصرية من أوكرانيين وبولنديين

مع تفاقم الأوضاع في أوكرانيا واشتداد حدة المعارك، وردت الكثير من الشهادات لمهاجر نيوز من مهاجرين عرب إما مازالوا متواجدين في أوكرانيا أو تمكنوا من الهرب إلى إحدى الدول المجاورة، تحدثوا فيها عن مواقف صعبة للغاية تعرضوا لها، لم يكونوا ليتخيلوا أنهم سيواجهون مثلها قبل اندلاع الحرب.




مهاجرون، معظمهم من الطلاب الجامعيين الذين هم على وشك التخرج من جامعاتهم، تحدثوا لمهاجر نيوز عن ممارسات تمييزية بحقهم تعرضوا لها في أوكرانيا، وصفوها في الكثير من الأحيان بالعنصرية، خاصة أثناء محاولتهم الهرب من المعارك أو الاحتماء من الغارات الجوية.




فدوى، طالبة طب تونسية في سنتها الرابعة، تقيم مع مجموعة من الشابات الأردنيات في إحدى الشقق في مدينة سومي (شمال شرق أوكرانيا). المدينة واقعة تحت الحصار الكامل من قبل القوات الروسية، وما من مجال لأي كان لأن يغادر دون التنسيق مع السلطات المعنية.

تقول فدوى “قبل الحرب كانت الحياة هنا هادئة ولم نكن لنواجه أي مواقف عدائية أو تمييزية. لكن منذ اليوم الأول، تعرضنا لكم من الممارسات جعلتنا نشعر بثقل مضاعف للغربة، فنحن شابات وحيدات عالقات في هذه الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، جل ما أردناه هو إكمال دراساتنا والعودة إلى بلداننا”.




وتضيف “الحرب مفهوم لم نعرفه بحياتنا. مع بدء القصف وانطلاق صافرات الإنذار شعرنا بالذعر، استغرقنا بعض الوقت لنعرف أنه علينا التوجه لأحد الملاجئ في المنطقة. الملجأ الذي ذهبنا إليه كان وضعه مأساويا، رطوبة عالية ورائحة مجار كريهة وغبار، ببساطة هو مكان لا يمكن الاختباء به. في اليوم التالي ومع انطلاق صافرات الإنذار، ركضنا على غير هدى نبحث عن ملجئ آخر. وجدنا واحدا يبعد عن منزلنا 15 دقيقة، دخلنا مباشرة للاحتماء، وإذ بمجموعة من الأوكرانيين المختبئين هناك بدأت باستجوابنا والتحقيق معنا. لم يكن الجو مريحا واللهجة كانت عدائية”.




“طردونا من الملجأ أثناء القصف”

أثناء حديثها، بدت فدوى وكأنها لا تصدق ما الذي حصل معها “شعرت أنني في بلد آخر، غير ذاك البلد الذي أمضيت فيه حتى الآن حوالي خمس سنوات. بعد الاستجواب طردونا من الملجأ تحت القصف. الخوف والرعب قادانا للملجأ الأول الذي كنا قد جربناه سابقا”.




فضلا عن العدائية، تحدثت فدوى عن انعدام الشعور بالأمن داخل المدينة، “المسلحون كثر هنا، البارحة خرجت شابة نعرفها لشراء بعض الأغراض، اعترض طريقها مدنيون مسلحون أخذوا كل ما لديها من أموال نقدية يحملها  وأوراق ثبوتية . هناك استسهال بعمليات الإساءة للأجانب من قبل المسلحين الاوكرانيين، خاصة ضد العرب. لا قانون في المدينة والمسلحون الأوكرانيين هم من يحكمون الشارع”.





إحدى الشابات الأردنيات المقيمات مع فدوى قالت “نريد إجلاءنا الفوري من هنا. نحن لا علاقة لنا بالسياسة، جئنا للتحصيل الأكاديمي فقط. شهدنا على الكثير من الانتهاكات التي تعرض لها العرب هنا، ولذا نشعر بخوف وخطر شديدين”.

وختمت قائلة “بحكم دراستنا نحن مستعدات للتطوع لمساعدة الجرحى، لكن السؤال هو هل سيسمح لنا الأوكرانيون بمساعدتهم؟”.




“مشاعر العداء تجاهنا في تصاعد مستمر”

محمد، طالب تونسي يعيش في مدينة سومي أيضا مع عدد من أصدقائه، تحدث لمهاجر نيوز عن خطورة الوضع في المدينة وقرب نفاذ معظم المزاد الأساسية من رفوف المتاجر. قال “البارحة حاول شخص عراقي نعرفه هنا الهرب من المدينة، ركب سيارته مع زوجته وطفله الرضيع متوجها إلى أحد المخارج، لتتعرض سيارته لإطلاق نار وتقتل زوجته على الفور. الحادثة تثبت أننا وحدنا هنا وما من مفر سوى أن تتدخل سلطات كبرى لإجلائنا”.




محمد تحدث عن وضع الملاجئ السيء وعدم إمكانية البقاء فيها، فضلا عن التنمر والإزعاج الذين يتعرض لهما أي عربي يريد الاحتماء هناك، “قبل أيام قليلة طردت شابة تونسية من أحد تلك الملاجئ، تركوها تبحث عن مأوى تحت القصف. المشاعر العدائية تجاهنا هنا في تصاعد مستمر ولا نعلم إلى متى يمكننا تحمل ذلك”.





كما تحدث الشاب عن التمييز الذي تعرض له الأجانب عموما حتى أمام القطارات التي أعدتها السلطات للإجلاء، “أصدقاء لي تمكنوا بعد جهد جهيد من الصعود على متن إحدى تلك القطارات، لكن بعد قليل جاءتهم مجموعة من الأوكرانيين المدنيين والعاملين على القطار يطالبونهم بدفع المزيد من الأموال أو النزول، كانت عملية سرقة واستغلال واضحة. طبعا هناك كثر آخرون لم يسمح لهم بركوب أي من تلك القطارات، وكان عليهم التوجه إلى المناطق الحدودية سيرا على الأقدام”.




“تعرضنا للضرب والشتم والتهديد على أيدي الجيش الأوكراني”

أما بالنسبة لمازن، الطالب اليمني الذي كان على وشك الانتهاء من تخصصه في مجال الأمن السيبراني قبل أن تندلع الحرب، فالوضع مختلف قليلا. مازن كان في مدينة أوديسا، مع بدء المعارك توجه إلى ليفوف مع ستة أصدقاء، “لم يسمحوا لنا بركوب الباصات المتجهة إلى الحدود مع بولندا. معاملتهم كانت سيئة للغاية معنا. مشينا ثلاثة أيام تحت الأمطار والثلوج دون طعام أو ماء إلى أن وصلنا الحدود”.




تحدث مازن عن معاملة عنصرية للغاية تعرض لها وأصدقاؤه أثناء توجههم للحدود، “كانت الدوريات العسكرية الأوكرانية توقفنا على الطريق، يشتمونا دون سبب ويهددونا بالأسلحة، قبل أن يغادروا. عند وصولنا للمنطقة الحدودية اشتدت تلك الممارسات، تعرضنا للضرب على أيدي جنود أوكران دون أي سبب، شبان آخرون على مقربة منا صعقوهم بالعصي الكهربائية، كانوا يوقفونا بالعراء لساعات بانتظار أن يسمحوا لنا عبور الحدود، لكنهم كانوا يفسحون المجال للأوكرانيين حصرا بالمرور. شهدت على حالات إنسانية سيئة للغاية في تلك المنطقة لن أنساها بحياتي”.




مازن وأصدقائه تمكنوا من الدخول لبولندا أمس، “لم يسمحوا لنا بدخول المخيمات أو الفنادق في المناطق الحدودية، فكلها مخصصة للأوكرانيين حصرا. وأنا في الشارع وقد أعياني التعب، وجدت امرأة عجوزا بالقرب مني، توجهت إليها وطلبت منها المساعدة، قلت لها إنني أملك الأموال وأريد أن أجد سقفا يؤويني. أخذتني وأحد أصدقائي إلى منزلها حيث تعاملنا هي وزوجها كأبناء لهم، وهذه معاملة لم أجدها في الجانب الأوكراني”.




 

المصدر مهاجر نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى