تقارير

مصرع سلوان موميكا يشعل الجدل في السويد.. صدمة السويديين وترحيب المهاجرين المسلمين

أثار سلوان موميكا، الرجل الذي اشتهر بتنظيم تظاهرات لحرق المصحف في السويد، ردود فعل متباينة وعاصفة بين مختلف أطياف المجتمع. فبينما استقبل المهاجرون المسلمون في السويد الخبر بترحيب واسع، معبرين عن شعورهم بالانتقام والراحة، رأى كثير من السويديين أن ما حدث يمثل ضربة خطيرة لحرية التعبير، حيث تم إسكات شخص بطريقة دموية لمجرد آرائه المثيرة للجدل.



السويديون: هل انتهت حرية التعبير؟

في الأوساط السويدية، لم يكن موميكا شخصية محبوبة، لكن طريقة تصفيته تثير قلقًا عميقًا حول مستقبل حرية التعبير. فقد حذر رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، من أن هذه الجريمة قد تدفع الناس إلى التردد في انتقاد القضايا الدينية، خوفًا من أن يكون مصيرهم مشابهًا. كما اعتبرت وسائل الإعلام والسياسيون السويديون أن الحادث يمثل تهديدًا مباشرًا للقيم الديمقراطية، حيث قد يصبح أي شخص يعبر عن رأي مثير للجدل هدفًا للعنف والتصفية الجسدية.




المهاجرون المسلمون: “نهاية مستحقة”

على النقيض من ذلك، عجّت منصات التواصل الاجتماعي العربية في السويد بعبارات الفرح والتشفي بمقتل موميكا، معتبرين أن ما حدث جزاءً لما اقترفه من استفزازات وإهانات متكررة للإسلام والمسلمين. هذه المواقف أثارت حفيظة اليمين المتطرف السويدي، الذي اتهم المسلمين في السويد بإظهار “وجههم الحقيقي” المليء بالكراهية والرغبة في الانتقام، مما يزيد من حدة الانقسام في البلاد.



موجة قلق.. هل تتغير قواعد اللعبة؟

جريمة موميكا تفتح الباب أمام أسئلة خطيرة حول مستقبل حرية التعبير في السويد. فمع تصاعد التوترات بين المجتمعات المختلفة، هل ستسعى الحكومة إلى تعزيز الأمن لحماية حرية الرأي؟ أم أن البلاد قد تتجه نحو إعادة النظر في حدود حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدينية؟




ما حدث لموميكا ليس مجرد جريمة ، بل نقطة تحول قد تعيد تشكيل التوازن الدقيق بين حرية التعبير واحترام الأديان في السويد، في وقت أصبحت فيه البلاد ساحة صراع ثقافي واجتماعي محتدم. فمقتل موميكا كشف عن الشرخ العميق بين فئتين من المجتمع السويدي:



  • المهاجرون المسلمون، الذين رأوا في مقتله “نهاية مستحقة”، معتبرين أنه دفع ثمن استفزازاته المتكررة ضد الإسلام.
  • السويديون ذوو الخلفية السويدية، الذين، رغم رفضهم لأفعاله، يعتبرون حرية التعبير حقًا مقدسًا يجب الدفاع عنه حتى لو كانوا يختلفون مع ما يُقال.

هذه الفجوة تعكس تصادمًا ثقافيًا متزايدًا بين مفاهيم حرية التعبير لدى السويديين والمهاجرين المسلمين، الذين ينظرون للأمر من زاوية دينية وأخلاقية مختلفة.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى