آخر الأخبار

بسبب الغلاء .. متقاعدة سويدية بعد 40 عاماً من العمل أصبحت مشردة بلا مأوى لا استطيع دفع إيجار السكن

رغم أن السويد لديها  ضمان اجتماعي هو الأفضل في العالم .. وأيضا نظام تقاعد يعتبر من أفضل أنظمة التقاعد إلا أن حالات عديدة لمتقاعدين في السويد قد يجدوا انفسهم بالشارع بلا مأوى !




هذا ما حدث  مع السويدية المتقاعدة إيفا لارشون وهي تبلغ حالياً 65 عاماً واختارت التقاعد الاختياري في عمر 61 عاماً بسبب تدهور صحتها نتيجة مرض “السكري” وذلك  بعد أن عملت في  وظائف الرعاية الصحية لمدة 40 عاماً.. ورغم أن معاشها التقاعدي حوالي 7000 كرون، فهي لم تستطيع دفع إيجار شقتها المرتفع ، كما رفضت البلدية مساعدتها ..

إيفا سويدية متقاعدة … أصبحت مشردة بعد 40 عاماً من العمل




ماهي قصة إيفا ؟

منذ بعد 40 عاماً اختارت إيفا العمل  كممرضة مساعدة في رعاية المسنين واستمرت هكذا الحياة ، ولكن اختارت إيفا لارشون البالغة من العمر حاليا (65 عاماً) التقاعد في عمر 61 عاماً. وذلك بسبب أنها كانت مصابة بمرض “السكر”  وخضعت لعدة عمليات جراحية في ساقيها وظهرها ومعصمها . ولذلك اختارت التقاعد المبكر في عمر 61 عاماً لآنها كانت منهكة ولا تستطيع مواصلة العمل بنشاط بسبب مرضها .  

 

إيفا سويدية متقاعدة … أصبحت مشردة بعد 40 عاماً من العمل




التأمينات الاجتماعية لم تعتبر مرض إيفا مانع للعمل ورفضت مساعدتها ، وأصبح معاش إيفا التقاعدي 7 آلاف و216 كرون شهرياً ولا يحق لها مساعدات تقاعد أخر …إلا مساعدة دعم سكن إضافي للمتقاعدين والتي لم تتجاوز 1500 كرون  ، وهذا الوضع الصعب هو نتيجة  أن إيفا تقاعدت اختيارياً مبكراً .

 





من إجمالي ما تستلمه إيفا  كانت تدفع من راتبها التقاعدي 5600 كرونه إيجاراً لشقة بغرفة وصالة في بلدية سولنا. كما كانت تدفع كهرباء وإنترنيت 600 كرون ، ليتبقى  أقل من 1500 كرون شهريا للمعيشة والعلاج والتنقل والملابس ….  ومع ذلك كانت تتدبر أمورها ببعض المدخرات التي جمعتها . لكن بعد أن 3 سنوات من هذا الوضع نفدت مدخراتها ، و ازداد مرضها واحتاجت إلى أدوية أكثر وأعلى تكلفة حيث أنها تتحمل جزء من كلفة الدواء ، فلم تعد قادرة على تحمل الإيجار أو المعيشة .

إيفا سويدية متقاعدة … أصبحت مشردة بعد 40 عاماً من العمل لا تعلم كيف وصل بها الحال لهذا الوضع





اين نظام الدعم والسكن وشبكة المساعدات السويدية ؟

تقول المتقاعدة إيفا لقد ، التأمينات الاجتماعية تدفع لي كل راتبي التقاعدي ، بجانب مساعدات المتقاعدين وهذا الحد الأعلى  ،  وتقدمت بطلب مساعدة للبلدية ورفضت البلدية  تقديم المساعدة . وجاءها الرد من الخدمات الاجتماعية (السوسيال) “تحتاجين إلى إدارة دخلك بشكل أفضل  لا تقدم المساعدة المالية   للأفراد الذين يختارون التقاعد المبكر. لقد اخترت أن تأخذي معاشك التقاعدي في وقت مبكر …





وكان السبب الثاني الذي ذكرته بلدية سولنا التي تعيش فيها إيفا  أن إيفا طلبت المساعدة كشخص أعزب بينما إيفا تم تسجيلها  بأنها متزوجة. وجاء في القرار على الزوجين واجب أن يعيشا مع بعضهما وتحمل كلفة الايجار والمعيشة معاً  . ولكن إيفا ليست متزوجة  وتعيش  وحيدة ولم ترى زوجها منذ 22 عاماً ، فهو شخص تركي ولكنه اختفى من 22 عاماً كما انه لم يتم تسجيله في الأساس في السويد ، وتقدمت  للطلاق لكن الرجل غير موجود ولم تطأ قدماه السويد أبداً. الخدمات الاجتماعية تعرف هذا .

إيفا سويدية متقاعدة … لا تفهم كيف يمكن للمرء أن يعمل 40 عاماً ثم لا يجد المال لدفع إيجار السكن





نهاية قصة إيفا ..بداية التشرد

في ديسمبر 2020، وبعد محاولات للحصول على المساعدة ، فشلت إيفا في الحصول على المساعدة وفشلت في تدبير إيجار الشقة وفشلت في الحصول على سكن أرخص ،  فتم طردها من الشقة وتقول إيفا بعد 40 عاماً من دفع إيجار السكن والحياة المستقيمة ، نُفذت عملية الإخلاء والطرد خلال 15 دقيقة.

شاهد الفيديو إيفا تتحدث عن قصتها




وتقول إيفا : – ارتديت ملابسي ، وأخذت حقائبي .. وفي مجتمعنا الفردي وعدم وجود أبناء أو عائلة   ، وافتراق الأصدقاء عني مع الوقت .. خرجت من شقتي وتركت ذكرياتي  وأصبحت بلا مأوى مشردة في الشارع لا أعلم أين أذهب ولا أملك إلا 2500 كرون . ..

 

إيفا سويدية متقاعدة …تشعر بالغضب من نظام الأمان والضمان الاجتماعي السويدي




جلست  في محطة للحافلات حتى  وقت متأخر من الليل، أفكر في سنوات العمر الطويل وذكرياتي وطموحي عندما كنت طفلة .. وأبي وأمي ، وعندما كنت مراهقة وشابة … حتى لحظة تشردي الحالية … أنه موقف صعب ، بكيت وتساقطت الدموع من عيني حتى اقتربت مني امرأة كانت بلا مأوى أيضاً، وأخذتني إلى المحطة المركزية في ستوكهولم حيث كانت مركز لي ولها وللعديد من المشردين !.




تقول إيفا “في هذا المكان بدأت الحياة الحقيقية لي  كــ امرأة  بلا مأوى مشردة … سمعت الكلمة ولكن لم أعلم قسوتها . لا يمكن النوم أبداً.  إنه أمر فظيع أن تعيش مشرد في البرد وبدون “حمام” وافتراش المقاعد والأرض للنوم ، وعدم الاغتسال ، والملابس المتسخة  ، والبحث عن بقايا الطعام أو الطعام الرخيص . كان وضعي أفضل من المشردين الآخرين فأنا أستلم راتبي التقاعدي وأساعدهم في شراء الطعام والملابس 




 مرت الأشهر وإيفا تعيش مع مشردين آخرين بلا مأوى على مقاعد المحطة المركزية. وكانت الخدمات الاجتماعية السوسيال تدرس حالتها وتحاول تقديم المساعدة لها  حيث وفرت لها في بعض الفترات فرصة للنوم والاغتسال في مراكز جماعية مؤقتة ، لكن حياتها معظمها كانت في المحطة المركزية.




تقدمت إيفا في إحدى المرات للحصول على مساعدة مالية لتغطية نفقات إقامة مؤقتة مدفوعة ، غير أن طلبها رُفض. وجاء في القرار .. وضعك الحالي مسئوليتك الشخصية ، وسبق أن تم إبلاغك  بأنك تتلقين أموالاً كافية لدفع تكاليف الطعام والإقامة المؤقتة. وعرفتِ من قبل أنك بحاجة إلى إدارة دخلك .




وتقول إيفا أنها حاولت الحصول على غرفى ..ستديو..  في قرى ومناطق نائية ولكن سجلها الائتماني كان سيئ ورفض الجميع تأجير سكن لها رغم أن أسعار السكن كانت أيضا مرتفعة بين 3 و4 ألف كرون شهريا ، وفي النهاية، وجدت إيفا غرفة مشتركة في منزل داخل Vällingby. وهي تستأجرها الآن بـ5000 كرون شهرياً واضطرت للدفع وتوقفت عن شراء الأدوية المكلفة لتدبير الإيجار وشراء الطعام . و تقول إيفا لأفتونبلادت “لا أشكو شيئاً. أحلم فقط بأن يكون لدي حمام خاص والنوم بمفردي هكذا عشت حياتي السابقة .




وفي لقاء مع صحيفة أفتنويلاديت ، تحدثت إيفا بغضب   من الحال التي يبدو عليها المجتمع السويدي والحياة المادية التي تدمر أي إنسان قد يمر بأزمة فلن يجد مساعدة حتى لو قضيت العمر وأنت تعمل بدون مشاكل . وتضيف: لم يسبق أن كانت الحياة بهذا السوء  والقسوة . عملت في الرعاية الصحية لمدة 40 عاماً. اعتقدت بأنه يوجد تقاعد مريح ورفاهية و شبكة أمان حين يكبر المرء، لكن ذلك غير موجود وغير صحيح …. .




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى