لاجئ لبناني زعيم لشبكة إجرامية بعد ترحيله إلى لبنان. يعود ليطلب اللجوء في ألمانيا!
لم يكن ترحيل ” إبراهيم ميري” أحد زعماء الشبكات الإجرامية العربية الناشطة في ألمانيا إلى بيروت من المهام السهلة. فبعد سنوات من محاولات السلطات الألمانية ترحيله وهو كان لاجئ مهاجر تم تسجيله في ألمانيا على أنه “بدون جنسية” ستالستوس . نجحت عملية الترحيل. وتمّ ذلك في يوليو 2019، بعد عملية ترحيل على الطريقة الهوليودية، حيث تمت مداهمة منزله و نُقل بطائرة هيلكوبتر إلى مطار برلين الألماني ، ومنها تم ترحيله إلى بيروت.
وجاء هذا الترحيل للجهود المشتركة بين سلطات الأمن الخاص والشرطة في ألمانيا . لكن الأهم في إتمام عملية الترحيل تمثل في الزيارة الرسمية التي قام بها وزير داخلية بريمن أندرياس غايزل إلى لبنان، حيث استطاع حسب دوائر مقربة له، من الحصول على موافقة بيروت في منح هذا اللاجيئ إبراهيم ميري المهاجر اللبناني جواز سفر لبناني ويتم ترحيله بسهولة وانهاء وجوده كا زعيم مجرم في ألمانيا.
ولكن المفاجأة ان بعد الانتهاء من ترحيلة الى لبنان ، الآن وبعد ثلاث شهور من ترحيله عاد إبراهيم ميري إلى ألمانيا مبررا عودته “بأنه لا يشعر بالأمان في لبنان” وأنه “مهدد بالقتل من قبل ميليشيات شيعية”.
إبراهيم ميري محظور من دخول ألمانيا لمدة سبع سنوات، ولديه تقرير أمنى يجعله تحت التحقيق والمراقبة والمحاكمة في لبنان ،،،،، فكيف خرج من لبنان , كيف وصل إلى ألمانيا طالبا اللجوء في ألمانيا؟
لم يكن دخول إبراهيم ميري إلى ألمانيا قانونيا، “وهو ما يؤكد على علاقته الوثيقة بالشبكات الإجرامية” يقول أحد المحققين لصحيفة “بيلد” الألمانية واسعة الانتشار. إذ تمكن إبراهيم ميري من دخول ألمانيا متجاوزا جميع الضوابط في أوروبا فكيف خرج من لبنان ..؟ ه خرج رسميا وهو موقوف للتحقيقات .
السناتور المكلف بالشؤون الداخلية لمدينة بريمن ألالمانية، أكد بدوره، أن السلطات الألمانية أصدرت مذكرة توقيف بحق إبراهيم ميري يوم الأربعاء (30 أكتوبر2019). وهو الآن محتجز في مقر الشرطة في مدينة بريمن الألمانية، ويلتزم الصمت ولم يكشف عن كيفية وصوله إلى ألمانيا، “سوى أن الرحلة كانت سريعةو شاقة جدا”.
رغم انتهاك ميري حظر دخوله إلى ألمانيا، إلا أنه يتعين على المكتب الألماني للهجرة واللجوء استقباله كا لاجئ ، لانه استكمل شرط الخروج من ألمانيا والاتحاد الاوروبي لفترة 3 شهور ، وعاد مرة أخرى فيكون له الحق في تقديم طلب لجوء جديد ، وعلى ألمانيا استقباله كا لاجئ و البت في طلب لجوء إبراهيم ميري.
فترحيل ميري إلى لبنان مرهون بالبت بطلب لجوئه حسبما يؤكد مسؤول في المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء “في حال تم رفض طلب اللجوء، سنقوم بترحيل إبراهيم ميري في أقرب وقت ممكن” ولكن قرارات الرفض والترحيل تسيتمر لفترات طويلة لانها تذهب للمحاكم للاستئناف .
لكن بعض المحققين تنتابهم مخاوف من عدم البت في طلب لجوء إبراهيم ميري. هذا يعني أن إجراءات اللجوء سوف تستغرق وقتا طويلا، وربما سيتم الإفراج عنه، “مراقبة إبراهيم ميري أمر صعب للغاية، في حال أطلق سراحه، فلن نستطيع مراقبته بشكل تام” يقول أحد المحققين لموقع صحيفة”بيلد”.
حالة إبراهيم ميري دفعت بعض السياسيين الألمان إلى طرح فكرة تشديد قانون اللجوء في ألمانيا، خبير في الشؤون السياسة الألمانية قال “علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نريد الاستمرار في منح اللجوء لمجرمين ينتهكون حظر الدخول والإقامة في ألمانيا ويدخلون بشكل غير قانوني، ما إن كنا نريد أن نتيح لهم إمكانية التقدم بطلب لجوء في ألمانيا وتقديم الحماية لهم حتى يتم البت بطلب لجوئهم” وطالب السياسي الألماني بضرورة “الحد من إمكانية إعادة التقدم بطلب لجوء”.
إبراهيم ميري يعد من أباطرة الشبكات الإجرامية العربية الناشطة في ألمانيا. وعشيرته إبراهيم ميري يعتقد أنها تتكون من 3000عنصرا، 1200 منهم خاضعين لمراقبة أمنية، بسبب قيامهم بجرائم تتعلق ببيع الأسلحة والدعارة والمخدرات.
غالبية هؤلاء الأشخاص قدموا من لبنان في تسعينيات القرن الماضي ولا يمتلكون بالضرورة الجنسية اللبنانية، وتمّ تسجيلهم في ألمانيا دون أوراق ثبوتية من البلد الأصلي.