لاجئ سوري.. الهجرة تنهي المشاكل التي هربنا بسببها من بلدنا لتبدأ مشاكل أخرى لا حصر لها
قد تكون الهجرة حل لمشكلة لديك في الاستقرار أو البحث عن الأمان الذي هربت بسببه من بلدك ، ولكن مع العديد من المهاجرين فإن الهجرة تنهي مشكلة كنت تعاني منها في بلدك ، لتبدا مشاكل جديدة في بلد الهجرة الجديدة لا حصر لها ، قد تكسب أشياء وتخسر أشياء أخرى ، تشعر بصعوبة في تحقيق طموحك ، وتحقيق الأفضل لك ولأسرتك .. تفكر بالعودة أو الانتقال لمكان أخر ..ولكن لا تستطيع التخلي عن ما لديك في بلد الهجرة الجديد! .. معادلة صعبة يعاني منها الكثير من المهاجرين في السويد أو ألمانيا أو أي من دول أوروبا الأخرى .
، غادر الشاب السوري هشام الجاسم سوريا منذ سنوات باحثا عن مكان آمن له ولأفراد أسرته، وبعد مغادرة سوريا، استقر لثلاث سنوات في تركيا المجاورة. ليقرر بعدها المغادرة نحو أوروبا، أملا منه في تحقيق “المعجزات” ليس فقط البحث عن الأمان .. فتركيا أمان ! ولكن البحث عن المكاسب والمستقبل الأفضل ، لذلك قد تكون أوروبا الغربية من ألمانيا للسويد هي الهدف وقد كان !.
وصل هشام الجاسم إلى ألمانيا منذ سنة 2015. وقرر البقاء وعدم الزحف إلى السويد ، فموجات الزحف للسويد كانت كبيرة ، وألمانيا بلد الفرص والعلم والعمل …. وكان همه الأكبر منذ لجوئه، البحث عن سبيل لتسجيل براءة اختراعاته المتعددة فهشان لديه أفكار واختراعات عمل عليها في سوريا وتركيا ولم تجد من ينظر إليها ، ولكن في ألمانيا ما تزال إلى اليوم كل أفكاره واختراعاته حبراً على ورق… ما هذا أليس ألمانيا وأوروبا بلد الفرص واحتضان الأفكار ؟
ينحدر هذا الشاب من قرية قريبة من محافظة الرقة السورية، وهو أب لستة أبناء. لم يتمم تعليمه في سوريا، إذ يقول إن الظروف لم تساعده ليوقف مساره التعليمي سنوات قليلة بعد المرحلة الابتدائية.
من اختراع انطلق من فكرة “بسيطة سهلة التحقق”، حسب وصفه، مثل مظلة تقاوم الرياح وتطلق الموسيقى، إلى خزانات تطفئ الحرائق في الطائرات المدنية، ومشروع موقف سيارات متحرك وذكي، ومشاريع أخرى متعلقة بالمياه الجوفية والبيئة. كلها أفكار صاغها هشام الجاسم على شكل مخططات على الورق، وحول بعضها إلى فيديو توضيحي أملا في الحصول على براءة اختراع لأحدها في ألمانيا.
في ألمانيا، يتم إيداع طلب البراءة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الألماني – DPMA في ميونيخ أو في مكاتب تابعة له بكل من برلين أو يينا. هناك يقوم المخترع بتقديم طلب للحصول على براءة الاختراع مع جميع الوثائق ذات الصلة. وهو ما لم يتمكن الجاسم من فعله إلى الآن.
يقطن هشام الجاسم حالياً بمركز لاجئين في إيسناخ الألمانية، مع أسرته المكونة من ثمانية أشخاص، ويشتكي من أن الدعم المادي لا يسد حاجياته خاصة بعد الديون التي حصل عليها من أجل العمل على أفكار الاختراعات، وعليه الآن تسديدها. كما يشتكي أيضا من عدم توفير منزل خاص له رفقة أسرته، معتبراً أن المكان الذي يقطنه مكتظ، ولا يسمح له بالتركيز على اختراعاته.
قبل القدوم إلى ألمانيا،عمل هشام الجاسم في مجال إصلاحات الكهرباء، والتحق بعدها بفوج الإطفاء بمدينة الطبقة السورية سنة 1999. أما في ألمانيا، فيقول إنه لم يتمكن من إتمام دراسة اللغة الألمانية بسبب وضعه الصحي، فهو مصاب بجلطة في رجله تسبب له مشاكل على مستوى الرئة، كما أن وزنه يقارب 150 كيلوغرام.
الوضع الصحي لجاسم، إضافة لعدم توفره على ما يكفي من المال حسب قوله وعدم تلقي دعم خاص بـ “الاختراعات”، ثم عدم إتقان اللغة الألمانية واضطراره للاستعانة بأشخاص غرباء عنه من أجل التواصل مع المؤسسات الألمانية، هي أبرز المشاكل التي حالت دون التقدم ولو خطوة إلى الأمام في سبيل الحصول على براءة اختراع أو تنفيذ أحد مشاريعه.
وعود كثيرة لكن لا شيء يتغير!
يرى الجاسم أنه قام بعدة محاولات، وتواصل مع العديد من المؤسسات من أجل تحقيق حلمه، لكن ذلك لم يؤتي ثمارا. يقول في حديثه لمهاجر نيوز “أفصحت عن مخططات اختراعاتي لمنظمة كاريتاس، كما أن AWO يعلمون بكل جهودي، صحيح أنهم يوجهونني لمؤسسات أخرى، لكني لا أفلح في إنهاء المهمة بدون دعم”.
يؤكد الجاسم أنAWO ومنظمة الكاريتاس أعطوه أملا وقاموا بتحفيزه على ترجمة الاختراعات وساعدوه في ذلك، ثم وجهوه للمؤسسات المكلفة من أجل الحصول على براءة الاختراع. وحتى البوندستاغ الألماني، يقول هشام أنه راسلها عبر الاستعانة بمدرب أبنائه في رياضة التكواندو. هذا الأخير أكد له أنه حصل على موعد مع البوندستاغ الألماني فعلا في شهر مارس 2023، لكنه لا يتوفر لا هو ولا المدرب على أي وثيقة أو أيميل يؤكد ذلك إلى الآن، حسب ما توصل إليه مهاجر نيوز.
“أنا فعلا محبط، لم أتمكن من إنجاز أي شيء رغم أن كل أفكار اختراعاتي لا تكلف الكثير على المستوى المادي، وكلها اختراعات لصالح الإنسان والبيئة. كل ما أحتاجه أن تتكلف جهة ما بمساعدتي على تسجيل هذه الاختراعات من أجل أن أجد مؤسسات تعمل على تنفيذها، هذا طلبي الوحيد والبسيط للغاية الذي لم أتمكن من تحقيقه بسبب وضعي المادي الضعيف للغاية، وأيضا بسبب صعوبة تنقلي لأسباب صحية”.
يقوم هشام الجاسم منذ مدة بمراسلة مشاهير خارج ألمانيا، أملا منه في دعم معنوي ونشر ندائه على أكبر نطاق، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين من توصلوا بندائه: وزير الثقافة السوري السابق، رياض آغا، الذي كان قد نشر تدوينة على الفايس بوك حول الموضوع.
يقول الجاسم إن سبب تدهور حالته الصحية في ألمانيا نفسي بالأساس حسب تأكيد الأطباء المتابعين لوضعه، ويعزو ذلك إلى عدم تمكنه من تحقيق أحلامه، المتعلقة بإنجاز الاختراعات في ألمانيا، التي يعتبرها “مشاريع إنسانية وتخدم الإنسان والبيئة”.
ضحية نصب أكثر من مرة!
يحكي هشام في حوار له مع مهاجر نيوز، أنه تعرض للنصب من قبل لاجئين سورين في الكثير من محطاته منذ وصوله إلى ألمانيا، جهله باللغة والقوانين، واعتماده دائما على ما يقوله الغير عوض استقاء المعلومة من مصدرها الرسمي، جعله ضحية تلاعب إن كان من أجل لم شمل أسرته بداية، أو من أجل التقدم في أفكار اختراعاته. يحكي أن الكثير من الأشخاص، غالبيتهم لاجئون ومهاجرون، حاولوا أن يأخذوا منه مخططات المشاريع، لينسبوها لأنفسهم، منهم طلبة مهندسون سوريون في ألمانيا، حسب قوله.
تعرض الجاسم لعملية نصب من طرف بعض اللاجئين السوريين في دوسلدورف، حسب روايته، بعد أن منحهم ما يزيد عن 3 آلاف يورو، ليكتشف أنهم يقومون بتزوير الوثائق فقط في ألمانيا، وقد سجل شكاية حول الموضوع لدى الشرطة حسب قوله.
وأثناء محاولة هشام تطوير طريقة تقديمه لأفكار اختراعاته ليعرضها بشكل أكثر بساطة على المؤسسات التي قد تساعده على الحصول على براءة اختراع، كانت المصاريف التي يطالب بها أكبر من أن يتحملها، مؤكدا أنه قد دفع 2000 دولار لشركة خارج ألمانيا (صاحبها موجود بإقليم كردستان) من أجل أن يحضر له فيديو من بضع ثوان يشرح ابتكارا لإطفاء حرائق الطائرات. ويشتكي عدم حصوله على تعويض لذلك من الجوب سانتر.
يحكي هشام الجاسم، أنه قد قام بتوقيع عقد سنة 2017، يفيد بأنه سيحصل على أرباح بقيمة 15 بالمئة، بينما ستحصل “الشركة” التي زاره أشخاص من فريقها على 35 بالمئة، مؤكدا أن الأشخاص الذين قدموا إليه من مدينة باساو، لم يحدثوه عن ما سيحصل ب 50 بالمئة الأخرى من أرباح تصنيع أحد اختراعاته.
بعد بحث أجراه فريق مهاجر نيوز اعتمادا على ما توصلنا به من وثائق تتعلق ببعض المواعيد التي أجراها هشام الجاسم، اتضح أنه يتحدث عن لقاء مع خبراء من غرفة الصناعة والتجارة في بافاريا السفلى بمدينة باساو. زاروه بالمنزل، واطلعوا على الاختراعات في صيغتها الأولية، لكن لم يثبت أبدا أنه قد وقع اتفاقية حول اختراعاته مع هذه الجهة، ولا يتوفر على أي نسخة من العقد الذي يحكي عنه.