قصة “أسماء الناطور” التي ظهرت في صورة “مؤثرة” تودع جارتها الدانماركية قبل ترحيلها لسوريا
انتشرت على منصات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية ، صورة وصفت بأنها “تدمي القلب” لامرأة سورية، تودع بحزن جارتها الدنماركية في أحد أحياء الدنمارك بعدما صدر قرار بترحيلها وإعادتها إلى سوريا أو بقائها لأجل غير مسمى في معسكر مغلق للاجئين انتظاراً للترحيل.
وظهرت اللاجئة السورية “أسماء الناطور” في الصورة وهي تحاول التقاط يد جارتها الدنماركية المُسنة التي خرجت من شرفة منزلها لإلقاء آخر تحية على الجارة السورية وتوديعها. وأثارت الصورة غضب ناشطي مواقع التواصل وتعاطفهم حتى في الدنمارك.
.
وسبق أن نقلت صحيفة “الغارديان” عن اللاجئة السورية “أسماء” قولها قبل أشهر إن زوجها أصيب مؤخرا بسكتة دماغية، أدت لشلل جزئي .
وكانت السيدة الخمسينية تعيش في بلدة رينغستيد، على بعد 30 ميلا جنوب غرب كوبنهاغن، مع زوجها، إلا أن السلطات أبلغتهما أنها لن تجدد إقامتهم وتم سحب الإقامة ،
.
تعود قصة أسماء كمثال لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين فافي عام 2014 أي قبل سبعة أعوام، وجدت أسماء الناطور التي تبلغ من العمر (51 عامًا) نفسها لاجئة في الدنمارك، مثل كثير من السوريين ، الذين وصلوا لدول أوروبية
تحت شرفة جارتها الدنماركية، وقفت أسماء الناطور لتودع جارتها المسنة، ولكي تودع المكان الذي منحها الفرصة كي تبدأ حياتها وتُنهي تجاربها القاسية المخزنة في ذاكرتها بمخيم “اليرموك” في دمشق، من قصف، وتهجير، وتهديد لها ولعائلتها.
تلك المشاعر وثّقتها صورة مُلتَقطة لأسماء الناطور، بعد أن أجبرتها السلطات الدنماركية، في 26 من تشرين الأول الماضي، على ترك شقتها هي وزوجها المريض و الانتقال إلى أحد “مراكز الترحيل”، تمهيدًا لترحيلها دون إرادتها إلى خارج البلاد.
وتقول أسماء : – “عودتي إلى دمشق تجسد تقرير منظمة العفو الدولية (أنت ذاهب إلى نهايتك )، يستحيل أن أذهب اليوم إلى موتي”، تشكو أسماء الناطور مخاوفها من الترحيل من الدنمارك،
.
وتقول الناطور وهي في كامب الترحيل الآن ، أنها وعائلتها حصلوا إقامة “الحماية الإنسانية” بعد تسعة أشهر من إقامتها بمخيم خاص باللاجئين، لكن السلطات الدنماركية استخدمت قرارات السياسيين في الدنمارك التي تنص على أن “دمشق منطقة آمنة”، كذريعة لسحب الإقامة من العائلة التي تعيش في الدنمارك منذ 2014.
وبعد مرور أشهر على سحب الإقامة من أسماء وزوجها، أجبرتها على الانتقال إلى أحد مراكز الترحيل”. حيث يُخيّر اللاجئ بعد انتقاله إلى “مراكز الترحيل” بين بقائه في المركز وتقييد حريته دون توفير الخدمات اللازمة للعيش، أو ترحيله إلى سوريا، وفقًا لأسماء الناطور.
وانتقد تقرير منظمة العفو الدولية الذي حمل عنوان “أنت ذاهب إلى لنهايتك ”، الدنمارك والسويد وتركيا على وجه التحديد، لتقييد الحماية والضغط على اللاجئين من سوريا للعودة إلى ديارهم، وكذلك لبنان والأردن، اللذان لديهما أكبر عدد من اللاجئين السوريين بعد تركيا.