عندما سُئلت وزيرة الثقافة في البرلمان السويدي.. هل توجد ثقافة سويدية؟ فلم تستطيع الإجابة!
هل توجد ثقافة سويدية وما هي؟ هذا هو السؤال الذي سُئلت عنه وزيرة الثقافة السويدية السابقة جانيت جوستافسدوتر في البرلمان السويدي ، وكان السؤال موجهة من عضوة البرلمان كريستينا أكسين أولين من (حزب المحافظين ).
وجاء جواب الوزيرة : نعم هناك ثقافة في السويد.- فكررت النائبة البرلمانية السؤال “وماهي هذه الثقافة السويدية”؟ … ولكن الوزيرة لم تجاوب ما هي ثقافة السويد … وبدلاً من ذلك قالت: – هناك شيء يسمى الثقافة في السويد لا استطيع أن أذكر أمثلة ربما نختلف عليها – ولكن يوجد ثقافة.. إنها أهم شيء بالنسبة لي ، ويجب أن تكون هناك ثقافة واحدة في جميع أنحاء السويد للجميع بغض النظر عن خلفيتهم.
ولكن يظل السؤال ماهي ثقافة السويد ؟
وهذا السؤال لن تجد عليه إجابة محددة ، فالثقافة السويدية التي يعيشها المجتمع السويدية ، ناتجة عن الأحداث العالمية والحروب والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي والقيم الغربية الأمريكية ، وقبل كل شيء، الهجرة التي شكلت جزء مهم وكبير من الثقافة السويدية أيضا … لاحظ أن الهجرة لا تعني الهجرة من الشرق الإسلامي .. فالسويد استقبلت هجرات عديدة من كافة أنحاء العالم ومن أديان أخرى مثل المسيحية والهندوسية وغيرها.
ويقول عالم الحضارات السويدي ” ايمي ليسون” أستاذ علم الحضارات من جامعة لوند ” أن كل ما يوجد بدول السويد ” لا علاقة له بالسويد التاريخية ولا بشعوب اسكندنافيا القديمة” ويؤكد العالم السويدي ، أن كل شيء تفتخر به دول اسكندنافيا أو يعتقد انه اسكندنافي هو مستورد ، من الديمقراطية والفنون والثقافة والأدب …
وأضاف ، حتى إجازة الوالدين و كرات اللحم والمعجنات والطعام كالكباب والبيتزا والفلافل والعادات اليومية …. كلها قد تم استيرادها من بلدان أخرى، وثقافات وحضارة أخرى ،و في حقيقة الأمر لا يوجد في حياة شعوب اسكندنافيا وتحديدا السويد اليوم ما هو من تراثهم . وإن حاولت النبش في تاريخ السويد فلن تجد ما يدل عن وجود ثقافة أو حضارات تاريخية كانت هنا في السويد
ويقول الباحث في متحف الشمال السويدي يوناس إنغمان، إن التقاليد التي نحتفل بها اليوم، على الأغلب ليس منشأها السويد، مستثنياً من ذلك ما يسمى بـ fredagsmyset، أي ( تجمع الجمعة) والتي يجتمع فيها افراد العائلة مساء الجمعة، آخر أيام المدرسة والعمل ويتناولون الطعام والحلويات وهو وقت خاص بالأطفال بشكل عام. وثقافة الأحذية ، فالسويديين لديهم تقاليد لنزع الحذاء في منازلهم عند الدخول للمنزل بسبب الثلوج العالقة بالحذاء . ولكن حتى هذه العادات الثقافية موجود في مجتمعات شرقية كثيرة..
وأوضح، إن غالبية التقاليد التي تعتمدها السويد في معظم الحالات الأخرى، ناتجة عن استيرادها ثم توطينها في السويد ، وهي مزيج من ثقافات غربية أوروبية وأمريكية ..وشرقية وغيرها ،وقد جاءت في موجهات هجرة لمهاجرين ووافدين للسويد ، ولسويديين نقلوا ثقافات شعوب عاشوا معهم إلى السويد ، هكذا تشكلت ثقافة وتقاليد السويد اليوم.
قد يكون من السهل معرفة قيم المجتمع السويدي ، والتي تتعلق بالحريات والديمقراطية والخصوصية ، ولكن يظل تعريف الثقافة السويدية مبهم … “ فالثقافة السويدية “تم إحضارها إلى هنا، شيئًا فشيئًا من قبل أشخاص عاديين، حيث نقلوا أفضل ما لديهم من بلادهم إلى لسويد ”. وربما لا يوجد ما هو من الثقافة السويدية … إلا ملامحها الشقراء !
الكاتب السويدي لارس اندرسون