
طريق جديد .. قوارب مهاجرين عبرت المتوسط من لبنان إلى إيطاليا تحمل سوريين ولبنانيين.!
مع اشتداد حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، بات حلم الهجرة يراود أعداد متزايدة، خاصة من الشباب، الذين باتوا يطمحون لتحقيق مستقبل أفضل في الخارج. اللافت في الموضوع هو انتشار أخبار حول قوارب انطلقت من لبنان ووصلت إلى إيطاليا، على الرغم من التشديدات الأمنية التي تفرضها السلطات اللبنانية على سواحلها. فكيف تمكن المهاجرون من قطع كل تلك المسافة والوصول
انعكاسات الأزمة اللبنانية طالت فئات كثيرة، في بلد يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وأجبرت الكثير من المقيمين فيه على البحث عن بدائل، تؤمن لهم الحياة الكريمة خوفا من مستقبل مجهول تماما، على رأسها الهجرة.
خلال الأشهر الماضية، تمكنت السلطات اللبنانية من إحباط عشرات محاولات الهجرة عبر سواحلها باتجاه الضفة الأوروبية من المتوسط. بيانات السلطات كانت تحدد أن من يتم اعتراضهم في غالب الأحيان كانوا من الجنسيتين اللبنانية والسورية، وجميعهم من الطبقات المصنفة “مسحوقة” حسب الأوضاع الاقتصادية الحالية في البلاد. معظم تلك المحاولات كانت تتم من سواحل البلاد الشمالية، تحديدا من مدينة طرابلس، والتي أيضا وفق تصنيف البنك الدولي، تعتبر أفقر مدينة مطلة على البحر المتوسط.
في الغالب كانت قوارب المهاجرين تبحر باتجاه قبرص، الجزيرة الأوروبية القريبة من لبنان، وحدود الاتحاد الأوروبي مع الشرق الأوسط. لكن بعد الاتفاق بين سلطات الجزيرة والجمهورية اللبنانية على إعادة المهاجرين الواصلين إلى سواحلها، بدأ المهاجرون بالبحث عن وجهات بديلة، كما بدأوا بتغيير أساليب بحثهم عن وسائل للهجرة إلى تلك الوجهات.
وفقا للصحافي عزام جابر، “معظم عمليات الهجرة الناجحة تتم دون اللجوء إلى مهربين. المهاجرون أنفسهم يجمعون الأموال من بعضهم ليتمكنوا في النهاية من شراء قارب ويجهزوه بكافة المعدات المطلوبة للرحلة (محركات، سترات نجاة، مياه شرب، أجهزة تحديد الموقع…). كل ذلك يتم بسرية تامة وبمعرفة المهاجرين المعنيين حصرا”.
وسائل التواصل اللبنانية تناقلت أخبار عدة قوارب تمكنت من الوصول إلى السواحل الإيطالية مؤخرا، وأرفقتها بفيديوهات وصور للمهاجرين أنفسهم أثناء الرحلة في المتوسط وبعد وصولهم. مصدر أمني في مدينة طرابلس قال لمهاجر نيوز “نعلم أن هناك محاولات هجرة تمكنت من المغادرة باتجاه السواحل الأوروبية، ونعلم أن تلك المحاولات لن تتوقف.
بالعودة للقوارب التي تتمكن من الوصول إلى وجهتها، أورد المصدر الأمني أن السلطات “تعلم أن هناك أعدادا ضخمة تسعى للهجرة من لبنان، وهذا مفهوم ونقدّره، لكننا لن نتمكن من السماح بذلك. المأساة التي شهدتها سواحل طرابلس في نيسان/أبريل الماضي خير دليل على ذلك. كما أنه لدينا التزامات قانونية ودولية علينا الوفاء بها، ومنها ضبط سواحلنا ومنع الهجرات غير الشرعية عبرها”.