أخبار السويدتقارير

صعوبات تواجه المهاجر في السويد لا فرص عمل لحاملي الشهادات .. ورواتب ضعيف لأصحاب المهن

ينظر المهاجر إلى السويد على إنها مكان مناسب لبدء حياة مهنية جديدة ، ولكنه قد يواجه أحياناً صعوبات وعراقيل في إكمال مسيرته المهنية السابقة التي اصطحبها معه في رحلة لجوءه ، أو شهادة جامعية كان يعتقد أن تفتح له أفاق العمل والدراسة في السويد . 




تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.. “غلق صفحة الخبرات والشهادات ” التي حصل عليه في بلده ، وقضى سنوات طويلة من عمره يدرس ويعمل بها  في بلده ، وفتح صفحة أفق مهنيّ جديد في السويد قد تكون دون الطموح .




ويعاني الكثير من المهاجرين في السويد من العمل في مجالات بعيدة كل البعد عن اختصاصاتهم. فترى الطبيب يتحول إلى مساعد مدير في مطعم، وأستاذ الفيزياء إلى عامل استقبال  ، والمهندس إلى خدمات مساعدة لكبار السن. والمعلمة المدرسية لمساعد خدمات في روضة ،,,




والأسباب كثيرة ومتعددة، وأغلبها يعود إلى تعلم لغة البلد الجديدة وصعوبة إيجاد فرص للعمل في سوق عمل سويدي غير مرحب بخبرات اللاجئين . ولكن ما هو البديل إذا ما رفضوا تقبّل الأمر الواقع !؟




الكثير ممن طرحنا عليهم هذا السؤال أجابوا أن الخيارات الأخرى المتاحة أمامهم غير مشجعة على الإطلاق، إذ أنه يتوجب عليهم أن يعودوا إلى صفوف الدراسة من جديد لكي يعاودوا العمل بعدها في اختصاص دراستهم السابقة أو في مجال خبرتهم من بلدهم الأم، وهو ما يشكل امراً مستبعداً لهم ، فلا وقت بالعمر لفعل هذا ، ولا قدرة على البداية من الصفر .





ومنهم من رأى أن البديل الوحيد هو بكل بساطة رفض الأمر الواقع  وترك الأمر للقدر ! ولكن وفقا لكاترين أولسون ، فأن علي المهاجرين الجدد التفكير ، فما داموا أرادوا المجيء إلى هنا فهذا يعني تقديم تنازلات من ضمنها تغيير مجال تخصصهم.




إيناس، سيدة عراقية، أتت قبل بضع سنوات إلى السويد حاملة شهادتها الهندسية ولكنها تفاجأت بصعوبة إيجاد فرصة للعمل في مجال دراستها، فأخذت قرارا بالانتقال إلى مهنة أخرى وأصبحت تعمل كمرافقة شخصية لكبار السن بعد انتظامها في بعض الدورات المتخصصة في هذا المجال. وترى إيناس أن السبب الرئيسي لتلك المعاناة هو عامل أتقان اللغة ومعادلة الشهادة الجامعية بالإضافة إلى فرص العمل الضئيلة.




كما تعاني قريبة إيناس وهي طبيبة من مشاكل مشابهة في العمل  بمهنتها، فاختصرت الطريق لبدأ حياة مهنية جديدة في السويد. وهي الآن نعمل لأحد المطاعم في وسط العاصمة ستوكهولم.




وتعبر عن الأمر بقناعتها التامة بالطريق الجديد المرسوم أمامها. وإلى جانب المطعم الذي تعمل فيه، يوجد مطعم أخر يملكه رجل من أصول عربية حيث دأب العديد من المهاجرين العرب على العمل لديه.




ويلتقي   حاملي الشهادات الجامعية ، الذين يواظبون على العمل في غسل الصحون أو في تقديم الطعام للزبائن، فبالنسبة لهم ادخار ما يستطيعون من المال ليعيلوا أنفسهم وإرسال قسط إلى ذويهم في بلدهم الأم أهم بكثير من استرجاع مهنة مفقودة. ومن ناحية اخرى هناك من يضع نصب عينيه الإصرار على العمل في مجال تخصصه ولو بعد حين.






وعن هؤلاء يروي المالك بعض القصص فيرى أن الغاية من عملهم في المطعم هو التعرف على عادات وتقاليد المجتمع الجديد بالإضافة إلى سرعة تعلم اللغة هناك، ومن بعدها يتجهون إلى دراسة ما يلزم في جامعات السويد.




ويشكل عامل الوقت أهمية كبيرة لكثير من المهاجرين الذين يرفضون تخصيصه للدراسة، بالرغم من اعتبارها السبيل الوحيد لاسترجاع مهنتهم الأصلية كما يرى المسؤول الإعلامي في مكتب وساطة العمل Arbetsformedlingen ، فريدريك مولر. فهو يعتقد أن مزاولة العمل السابق في العديد من المجالات يتطلب دراسة جامعية لبضع سنين قليلة لا تتعدى السنتين وهي تؤهله لتعديل شهادته.



وعن سبب عزوف الكثير من المهاجرين عن الدراسة وقبولهم العمل البديل المعروض عليهم، يقول فريدريك أن العديد من الشهادات الجامعية التي يحملونها من بلدهم الأصلي غير معترف بها هنا في السويد لذلك يلجأون إلى مزاولة مهن أخرى لا تتطلب الكثير من الوقت في دراستها.






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى