سوريون السويد يرفضون العودة رغم سقوط نظام الأسد.. السويد ليست البلد التي يمكن تركها!
ذكرت العديد من التقارير الصحفية في السويد أن سوريين السويد لا يفكرون بالعودة لسوريا وترك السويد ، فبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، برزت في العديد من الدول نقاشات حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ومن بينها السويد، حيث دعا جيمي أوكيسون، زعيم حزب ديمقراطيي السويد (SD)، إلى إعادة النظر في تصاريح الإقامة الممنوحة للسوريين، مما أثار قلقًا واسعًا بين اللاجئين السوريين الذين يخشون إجبارهم على العودة إلى سوريا.
وفي حين أن البعض قد عبّروا سابقًا عن رغبتهم في العودة إلى سوريا بمجرد سقوط نظام الأسد، فإن واقع ما بعد النظام ما زال يشوبه عدم الاستقرار وانعدام الأمان، مما يجعل العودة أمرًا غير مطروح بالنسبة للكثيرين في الوقت الراهن.
كما أن السوريين لا يستطيعون ترك بلداً مثل السويد تقدم لهم مجتمع رفاه اقتصادي وتوفر لهم سبل الحياة والدراسة والعمل والعلاج والدعم الكامل لهم ولأطفالهم ، فلاجئين السويد ليسوا لاجئين دول الشرق النامي أو دول أوروبا الفقيرة لكي يهربون منها ويعودوا لسوريا التي لن تمنحهم 10 بالمائة مما يحصلوا عليه في السويد. وحتى من يفكر بالعودة لسوريا وترك السويد سوف يفكر ألف مرة قبل إتخاذ هذا القرار
ولم تقتصر هذه النقاشات على السويد فقط، بل امتدت إلى ألمانيا أيضًا، حيث أعرب مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، عن رأيه بأن السوريين لا يمكنهم البقاء في ألمانيا بشكل دائم ويجب عليهم العودة في نهاية المطاف. وصرّح قائلاً: “علينا الآن التحدث معهم بشكل صريح وقول الحقيقة: ليس لديكم مكان في ألمانيا على المدى الطويل… لطالما كنا نعتقد أنه كان من الممكن أن يعود الناس إلى الشمال منذ فترة طويلة، والآن يمكنهم العودة إلى أجزاء أخرى من سوريا أيضًا.”
في ظل هذه الدعوات، قام مكتب الهجرة في السويد بتجميد بعض القرارات المتعلقة بطلبات اللجوء الخاصة بالسوريين، وهو ما أدى إلى زيادة القلق في أوساط الجالية السورية. ففي مدينة سودرتاليا، التي تضم أكبر نسبة من السوريين في السويد حيث يشكّلون 8.1% من سكان المدينة، يشعر العديد من السوريين بالقلق الشديد بشأن مستقبلهم.
المحامية ماري بارسوم، المتخصصة في قضايا الهجرة، أكدت أنها تلقت العديد من الاتصالات من السوريين الذين يسألون عن الوضع القانوني الحالي ومخاوف العودة. وقالت بارسوم: “أتلقى الكثير من الأسئلة، الناس يريدون معرفة ما الذي سيحدث الآن. ولكن في الحقيقة، من المبكر للغاية الوصول إلى أي استنتاج.”
ورغم هذه النقاشات المتصاعدة، تؤكد التقارير أن السوريين في السويد ليس لديهم ما يدعو للقلق في الوقت الراهن، حيث أن الوضع الأمني في سوريا لا يزال غير مستقر. المحامي المختص في قانون الهجرة، توماس فريد، أوضح أن العودة الطوعية أو القسرية للسوريين تتعارض مع القانون الدولي الذي ينص على ضرورة توفر تغيير مستقر ودائم في الوضع الأمني قبل إلغاء وضع الحماية. وقال فريد: “لا يمكن تجاهل ما تقرره القوانين الدولية؛ إذ يتطلب الأمر تحسّنًا واضحًا ومستدامًا في الوضع الأمني قبل النظر في سحب الحماية من اللاجئين.”