خبير أمريكي: لا تدفعوا روسيا لليأس والصدام النهائي.. روسيا وبوتين ليسوا من العالم الثالث لكي تخضع للغرب
أكد الخبير الاستراتيجي سيمون سيرفاتي، أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة أولد دومينوين الأمريكية والرئيس (الفخري) لكرسي زبيجينيو برجينسكي في الجيواستراتيجية والأمن العالمي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية: إن الوضع الحالي في حرب أوكرانيا يتسم بالغموض فيما يتعلق بما ينبغي عمله أو توقعه. ، هناك حرب مأساوية تشهدها أوكرانيا، ولا يعرف أحد ما سيحدث في المستقبل. فحرب أوكرانيا، لا يمكن لأي من الطرفين الانتصار فيها ولكنهما يرفضان إنهاءها.
لقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا “لم نبدأ أي شيء بعد”. “لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا”. ولذلك يجب على الغرب أن يعلم أن الضغط العسكري وتحقيق مكاسب على الأرض لن تجعل بوتين يستسلم ويركع للغرب … لا لم تفعل روسيا ذلك ابدأً , ولن تفعل ! … إن إهانة بوتين بأسوأ الألفاظ انتظارا لاستسلامه غير المشروط عن كل شبر من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ليست استراتيجية لتحقيق الانتصار. كما أن توقع الغرب مغادرة بوتين لأوكرانيا خالي الوفاض ذليلا خاسرا، اعتقاد كاذب وغبي وغرور من الغرب .
ومن المؤكد أن فكرة التواصل مع روسيا تعتبر مزعجة أخلاقيا للغربيين حالياً ، بعد أن أدى “خطأ غزوها الفاحش” إلى إنهاء شرعيتها الأخلاقية لدى الغرب ، وتدهور اقتصادها، وتبديد قوتها العسكرية. وقد يثار التساؤل التالي: “لماذا لا ننهي ما بدأه بوتين وننهي روسيا معه؟. وهنا ينبغي الحذر من أن بوتين لن يتغير لأن روسيا لن تتغير” فبوتين وروسيا ليسوا دولة من العالم الثالث.. لا يمكن سحقها واسقاط نظامها بتحرك غربي ، بل الدفع بروسيا نحو اليأس من انهاء الصراع سيؤدي لكارثة تذكرنا بالحرب العالمية الأولى ولكن بسلاح نووي.
كما أن سياسة العقوبات أيضا رغم قوتها فهي ليست فعالة ، فالروس ليسوا إيران أو العراق وكوريا ـ الروس هم ثاني أكبر قوة على الأرض في العالم ، والعقوبات التي لا نهاية لها مرهقة على الأوروبين والغرب والعالم ، وربما تؤدي لجولة جديدة من المواجهة العسكرية . وأي اشتباك جديد سوف يكون أكثر خطورة من الحرب الباردة بسبب مشاركة الصين الكاملة وحلفاء روسيا في العمق الدول المتحدثة بالروسية .
وقال سيرفاتي إنه حان وقت التحدث مع روسيا وإرضاء روسيا وليس التكبر على الروس ومحاولة إهانتهم ، رغم صعوبة القيام بذلك. وينبغي عدم دفع روسيا إلى حالة يأس استراتيجي قد تؤدي لكارثة ، فبوتين مستعد للذهاب للخيارات المدمرة إذا ما فرضها عليه الغرب ، كما لا يمكن السماح لفولوديمير زيلينسكي بأن يصبح متهورا ولا نفخه ليكون بطل عالمي ، فهو واجهة لنفوذ الغرب 1د روسا ، ويتعايش في طموحات الانتصار في حرب – هو يعلم بدرجة كبيرة أن سوف يخسرها ويخضع لروسيا لولا تدخل الولايات المتحدة وأوروبا . ونحن نعرف الآن أنه لم يعد الطرف الأقوى الذي ينتصر في الحرب.
وأكد سيرفاتي في نهاية تقريره أن التحدث مع روسيا لن ينهي بالضرورة الحرب، لكنه سوف ينهي القتل والذهاب لسيناريو مدمر لا يتحمله أي إنسان على الأرض . يجب أن يتحدث الغرب مع روسيا وهم يعلمون إن الحديث لن يساعد على استعادة كل سيادة أوكرانيا لكنه سيحافظ عليها دون تكاليف متزايدة من الصعب تحملها بالنسبة للجميع. وينبغي على الولايات المتحدة اغتنام هذه اللحظة قبل أن يفوت الآوان.