أخبار ألمانياتقارير

تقرير DW الالمانية : العفو عن الفارين من الجيش السوري.. ماذا يعني للاجئين بالخارج؟




بعد أن أصدر النظام السوري عفواً عن الهاربين من التجنيد الإجباري، وبينهم آلاف اللاجئين في داخل سوريا وخارجها، تزداد التساؤلات حول جدية النظام في هذا الخطوة التي يراها بعض الخبراء أنها فقط لـ”تلميع صورة الأسد”.

 أصدر النظام السوري عفواً عاماً عن الفارين من الخدمة العسكرية الإلزامية، وأعطى الفارين من الجيش والذين يعيشون في سوريا مهلة أربعة أشهر لتسليم أنفسهم، في حين حدد المهلة القصوى للذين يعيشون في الخارج بستة أشهر.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد الهاربين من الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا بما يزيد عن 150 ألف شخص.
ويأتي هذا العفو في وقت استعاد فيه النظام السوري السيطرة على معظم المناطق في البلاد، باستثناء محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة والتي يشملها اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه كل من روسيا وتركيا، بالإضافة إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.




ويرى مدير معهد غيغا لدراسات الشرق الأوسط في ألمانيا د. أندري بانك أن غاية النظام السوري من هذه الخطوة هي الترويج لصورة يريد أن يظهرها الرئيس السوري بشار الأسد، ويضيف لـ”مهاجر نيوز”:

“يريد الأسد أن يرسل إشارة إلى المجتمع الدولي والسوريين في الخارج مفادها أن الحرب في سوريا في مراحلها النهائية وأن مرحلة جديدة على وشك أن تبدأ”، ويتابع: “يريد الأسد أن يخبر اللاجئين السوريين في الخارج بأن البعض منهم فقط مرحب به” ولكنه قد يكون ارسل هديه سيئة للاجئين في دول مثل المانيا والسويد ، حيث ان قوانين اللجوء قد تنظر الي هذه الاعفاءات بانها انتهاء لبعض الخطر الذين يعاني منه اللاجئيون السوريين في المانيا والسويد ودول اوروبية أخري .

الخدمة الإلزامية في الجيش والهرب من ويلات الحرب وراء هجرة آلاف اللاجئين الشباب من سوريا

ويشمل العفو الذين فروا من الخدمة العسكرية لكنه لا يشمل الذين قاتلوا ضد الحكومة أو انضموا للمعارضة التي تعتبرها الحكومة السورية “إرهابية”.

لكن من الصعب على النظام السوري أن يحدد فيما إذا كان اللاجئون الذين يرغب بعودتهم هم من الفارين من الخدمة العسكرية فقط، أم ممن حاربوه في صفوف المعارضة.

 



يقول بانك: “من خلال خلق هذا التمييز بين السوريين الذين هربوا من الخدمة العسكرية وبين الذين حملوا السلاح يحاول نظام الأسد خلق انقسام في صفوف الجالية السورية التي تعيش في الخارج”…وهذا سوف يكون سببا في مشاكل عديدة بالمستقبل .فالكثير من السوريين يريدون الاحتفاظ بحقوقهم كا مواطنين مقيمين في أوروبا ، وحقوق عودتهم لسوريا بلدهم الاصلي .ولكن سن القوانين سوف يجعل العودة لسوريا للكثير من السوريين امر مستحيل خوفا من قوانين النظام ، بجانب مشكلة تجديد الاقامات المؤقتة في المانيا والسويد ، حيث مع الوقت سوف تتوقف الدول الاوروبية عن منح اللجوء المفتوح للسوريين او تجديد الاقامات .

مصطلح “مطاط”

وتقول شيلر إنه نتيجة استمرار الحرب مدة طويلة، أصبحت فترة التدريب في الجيش أقصر، وتضيف: “بعد أن كانت فترة التدريب ستة أشهر في البداية أصبحت لا تتجاوز بضعة أسابيع، يتم بعدها إرسالهم إلى الجبهات الأمامية”. ونتيجة لذلك فقد فرّ الآلاف من الخدمة العسكرية. ولا يحدد مرسوم العفو إذا كان العائدون سيساقون في النهاية إلى الجيش من جديد أم لا.

في شرق حلب ومناطق سورية أخرى دمار رهيب يمنع عودة اللاجئين إلى بيوتهم






بيوت اللاجئين كـ”غنائم” حرب

وعلى الرغم من أن الأسد يحاول إرسال إشارة تظهر “الترحيب” ببعض السوريين للعودة إلى البلاد، إلا أن على هؤلاء اللاجئين أن يخاطروا بحياتهم وترك اقامتهم  واستقراراهم في دول اوروبا للعودة والاستفادة من العفو ،وسط احتمال تعرضهم للاضطهاد من قبل النظام عند عودتهم…وبالتالي كان من الافضل العفو العام ، دون شروط وترك الحرية للاجئين السوريين في اختيارتهم

تقول شيلر: “عمليات الاستجواب الدقيقة والاعتقال والاختفاء القسري مستمرة في المناطق التي يسيطر عليها النظام” وكذلك في اماكن المعارضة وكل الفصائل المتصارعة في سوريا تمارس العنف والتعذيب ، وتضيف: “وهذا يحدّ من التوقعات بحسن نية النظام عند التحقق من ملفات الفارين”.

وقد يعود بعض اللاجئين السوريين ليروا أن بيوتهم قد منحت للذين قاتلوا نيابة عن نظام الأسد. يقول بانك: “لا يمكنك العودة إلى منزلك والادعاء بأنه لك لأنه يعتبر بمثابة غنيمة حرب لأولئك الذين قاتلوا نيابة عن النظام، سواء كانوا إيرانيين أم أفغان أم عراقيين” وهذا الامر فعله من قبل فصائل المعارضة ، او متطرفين وتنظيم الدولة .




خيارات محدودة و”سيئة”
ويرى بانك أن اللاجئين السوريين أمام عدة خيارات “سيئة”، هذا في وقت “تزداد حدة الخطابات المناهضة للاجئين السوريين في أوروبا، بالمانيا والسويد والنمسا وبلجيكا …. كما أن هناك خطاباً معادياً للاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا مثل الأردن  ومصر  ولبنان”…ورما تكون تركيا الاقل سوء للاجئين السوريين مع وجود ضعف اقتصادي وقوانين مشدد علي الاقامات هناك .

وتقول شيلر إن العفو قد يجعل بعض اللاجئين “المشردين ” يعودون إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام بالفعل، لكنها تردف: “بالنظر إلى أن نار الحرب بدأت تخمد، ربما يفكر البعض في العودة تحت إغراء العفو، ومع ذلك، يجب أن يدركوا أيضاً أنه لا توجد أيّ ضمانات” وان لاجئين اوروبا في كل من المانيا والسويد والنمسا وغيرها من الدول ، لن يفكرون اطلاقا بالعودة وفقا لهذه القوانين والدعوات ، انهم اكثر استقرار وازدهار في اوروبا الغربية ، لكن سوف تظل مشكلة تكرار هذه الرسائل والتصريحات من النظام في  سوريا ،  امر يساعد  المتشددين و السياسيين  في اوروبا علي  تشديد قوانين اللجوء والهجرة للسوريين ووقف تجديد الاقامات المؤقتة مستقبلا .







المصدر DW تابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى