تقرير يؤكد أن السائقين من أصول مهاجرة في السويد يتعرضون لضغط عمل واستغلال قاسي
شركة Budbee، وهي جزء من منصة التوصيل Instabee، المخصصة لتوصيل الطرود البريدية والسلع المشتراة عبر الإنترنت، مثل ASOS وZalando وH&M، تواجه مشكلة في استغلال السائقين الذين يعملون في توصيل الطرود داخل السويد. الشركة لديها 1600 سائق يقومون بتوصيل الطرود إلى المنازل أو إلى نقاط التسليم المتفق عليها.
الشركة تواجه اتهامات بعدم دفع أجور العمل الإضافي لسائقي التوصيل الذين يعملون لديها من خلال شركات النقل المتعاقدة معها. السائقون، الذين يتعاملون مع جدول زمني ضاغط ومحدد عبر تطبيق الشركة، يشتكون من أنهم يضطرون للعمل لساعات إضافية دون تعويض مالي مناسب ودون استلام مستحقاتهم.
ووفقًا لشهادات السائقين، مثل “يوآكيم” الذي تحدث إلى التلفزيون السويدي SVT، يعاني السائقون من ضغوط العمل بسبب جداول زمنية صارمة تحددها الشركة. فإذا انتهت الفترة الزمنية المحددة في التطبيق لتوصيل الطرود، لا يدفعون لهم، ويضطر السائقون للعمل لساعات إضافية لإنهاء توصيل الطرود المطلوبة، ومع ذلك لا يتم دفع أجر إضافي لهم. ولكن لماذا يوافقون على هذا الوضع؟ الإجابة: إنهم يُجبرون على إنهاء عمليات التسليم حتى بعد انتهاء الوقت وبدون أجر لتجنب عقوبات الشركة أو الطرد من العمل أو تخفيض تقييم الأداء المعروف باسم “مستوى السائق” (Driver Level).
أمثلة على الانتهاكات:
يُطلب من السائقين تسليم ما بين 70 إلى 110 طرود يوميًا موزعة على 90 عنوانًا، وأحيانًا خلال 6 ساعات فقط. التطبيق يحدد الوقت المخصص لمعالجة تسليم الطلب أو أي إرجاع للطرود. إذا انتهى الوقت ولم يتم تنفيذ المهمة، لن يتم محاسبتك. وهنا يضطر السائقون للعمل لساعات إضافية لإكمال مهام التسليم ولن يتم محاسبتهم عليها أيضًا كوقت إضافي.
وتُظهر التقارير أن العديد من السائقين المتضررين هم من فئة الشباب والمهاجرين في السويد الذين قد يكونون غير مطلعين بشكل كافٍ على حقوقهم العمالية في السويد، والذين يرغبون بكسب أي مقدار من المال. هذا الوضع يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال بسبب حاجتهم إلى العمل وقلة المال.
شهادات من السائقين:
- بعضهم يفضل الاستمرار في العمل رغم الانتهاكات خوفًا من فقدان مصدر الدخل.
- آخرون اضطروا للعمل مع ظروف العمل القاسية وضغوط الأداء المستمرة على أمل الحصول على مستحقات مالية أفضل مع الوقت.
استغلال الثغرات في القوانين:
وعلى الرغم من توقيع شركة Instabee لتوصيل الطرود اتفاقية عمل جماعية مع نقابات العمل (Kollektivavtal) في عام 2023، فإن الاتفاقية لا تُلزم الشركات الفرعية المتعاقدة معها باتباع نفس القواعد، مما يسمح لبعض شركات النقل بتجنب دفع أجور العمل الإضافي للسائقين لأنهم ليسوا موظفين بل متعاقدين.
ورفضت شركة Instabee التعليق المباشر عبر مقابلة تلفزيونية، لكنها أكدت في بيان مكتوب للتلفزيون السويدي SVT أن نموذج عملها يتطلب دفع أجور عن كل ساعة عمل، وأن العقود تشمل ذلك بشكل صريح. كما ذكرت أنها تجري مراجعات دورية لضمان الامتثال لهذه الشروط.
بينما حاول التلفزيون السويدي توضيح المشكلة الأساسية التي تكمن في:
- نظام الدفع القائم على الأداء: تعتمد الأجور على سرعة السائق في تسليم الطرود، مما يخلق ضغطًا لإنهاء العمل بسرعة على حساب السلامة والجودة.
- عدم دفع أجور العمل الإضافي: يُجبر السائقون على إنهاء المهام حتى بعد انتهاء ساعات عملهم الرسمية، دون تعويض إضافي لأنهم لم يتمكنوا من إنهاء العمل في الوقت المحدد.
- استغلال العمالة المهاجرة: يُستغل العمال الذين يفتقرون إلى المعرفة القانونية بحقوقهم.
- ثغرات قانونية: العقود مع الشركات الفرعية لا تُلزم بالامتثال لاتفاقيات العمل الجماعية، مما يسمح بتجاوز قوانين العمل السويدية.
ورفضت شركة Instabee التعليق وأنهت التواصل مع مراسل التلفزيون السويدي. وختم التلفزيون السويدي التقرير بالقول إن ما يحدث هو مثال واضح على الاستغلال في بيئة العمل الحديثة، حيث يتم الضغط على السائقين للالتزام بجداول زمنية صارمة دون تعويض عادل عن الوقت الإضافي، مستفيدين من ضعف وعي بعض العمال بحقوقهم القانونية. وعلى الرغم من توقيع Instabee على اتفاقيات جماعية، إلا أن العقود مع الشركات المتعاقدة تُبقي الباب مفتوحًا أمام الانتهاكات.