أخبار السويدتقارير

تقرير : جزء كبير من أبناء المهاجرين في السويد يتعرضون للتمييز العنصري في المدارس السويدية

بيّن تقرير أجراه منظمة “انقذوا الأطفال (Rädda Barnen) أنّ ربع الطلاب الغير سويديين يواجهون إزعاجات أو تمييزاً من قِبَل أساتذة وطلاب آخرين، وأنّ ستين في المائة من هذا الربع يكون بسبب التمييز مستند على أساس عرقي أو طائفي.





قالت  المسئولة الرئيسية للتقرير والخبيرة في القضايا المتعلقة بالتمييز العنصري في المنظمة  لوكالة الانباء  السويدية  لـTT: – “ في السويد يسمع الأطفال كثيراً من الناس المهاجرين ومن أصول مهاجرة  أنهم لا ينتمون إلى المجتمع السّويديّ، ومن أوجه الإزعاجات التي يتعرضون لها التنمر العنصري، والاستهزاء من عرقهم، والسخرية من ديانتهم.”



وأشارت سميرة إلى تعرضهم إلى أوجه أصعب من رداءة المعاملة مثل تقليل الأساتذة من قدراتهم، فعلى سبيل المثال عند تعبير الطفل أو المراهق  عن حلمه بأنه يحلم أن يكون مهندساً في المستقبل، يقوم الأستاذ بالتبخيس في حلمه ويخبره بأنه يستحيل عليه تحقيقه ويناسبه حلم أبسط. كذلك قد يتعرض الأطفال والمراهقين من اصول مهاجرة لكلمات عنصرية من زملاء سويديين لهم ..مثل أنتم مهاجرين أنتم أغبياء !



وأشارالتقرير إلى تلقي الطلاب تنمراً من أساتذتهم أيضاً وليس من الطلاب فقط، حيث ذكر التقرير أن الأساتذة قد تسببوا في ١٠ بالمائة من الحالات التي تعرض لها الطلاب.
كما اقتبس التقرير الذي أعطته المنظمة عنوان “الكبار.. ماذا يفعلون؟” (Vuxna – vad gör dom) من مسح استقصائي أُجري على ١١١٧ تلميذ من الصف الخامس في ٣٢ مدرسة متوزعة في مناطق مختلفة من السويد، كما تم إجراء مقابلات مع ٣٣ تلميذ من الصف ذاته.




وأضافت سميرة قائلةً: “نحتاج إلى أن نقرّ بوجود العنصرية في المدرسة ونتكلم عنها وبذلك يستطيع التلاميذ طلب المساعدة، وفي أتعس الحالات سيحسب التلاميذ أنفسهم أنهم ذو حساسية شديدة مما يسمعونه، وبالتالي سيلقون اللوم على أنفسهم ويغيبون عن المدرسة.”




وأشار التقرير إلى الحادثة التي واجهتها الشابة كانزا رحمان البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إذ أفصحت عن أنّ حياتها المدرسية قد تدمرت بسبب التمييز العنصري، مشيرةًإلى أنها واجهت التنمر عند بداية المرحلة التمهيدية عندما لقّبها عدة أطفال ب “القردة” نسبةً إلى لونها.

كانزا رحمان



وتقول هذه الشابة القاطنة في يوتيبوري في Hjällbo: “تقبلت التنمر حينها ولم أشعر بالحزن الشديد، ولكن زاد يقيني بأنّ الشخص الذي لا يشبه العامة لا بد له من سماع ذلك.”
وصلت كانزا اليوم إلى المرحلة الثانوية وتدرس برنامج الاقتصاد، كما عبّرت عن حياتها المدرسية بأنها صعبة ومعجونة بالاستهزاء والتنمر والانعزال خصوصاً بعد ارتدائها للحجاب.

كانزا رحمان





وتابعت كانزا قائلةً: “ارتديت الحجاب عندما كنت في الصف السابع على الرغم من معرفتي بالعواقب المتمثلة بالإزعاجات نتيجةً لذلك، كما أني سمعت تعقيبات من أصدقائي على حجابي، حتى أنّأحد الطلاب الذي كان جالساً مواجهاً لي قد خلع حجابي وأظهر عدم قبوله لوضعي ككل.”




كما عبّرت كانزا عن سوء حياتها المدرسية خصوصاً عندما ارتادت مدرستها الثانوية التي كان كل طلابها من أصل واحد، وأخبرتنا أنّ الطلاب والأساتذة أجهروا في عدم تقبُّلها بينهم.
وتابعت بالقول: “من المواقف التي تعرضت لها هي بصق أحد الطلاب على خزانتي وأنّ كل مَن في المدرسة لا يلتفتون إليّ عندما أتكلم معهم، كما أخبرني أحد الأساتذة قائلاً: “لا أرى وجودك هنا مناسباً، من الممكن أن تنتقلي إلى مدرسة Angeredsgymnasiet.”

كانزا رحمان



طرقت أبواب المديرين والمشرفين ولكن لم يقدموا لي سوى اقتراحاً بمراسلة مدارس أخرى والانتقال لها، وبعد ذلك انتظرت فترةً طويلةً حتىاستجاب المديرون وأخيراً.”
تراجعت علامات كانزا في المرحلة الثانوية إذ أنها كانت ممتازةً في كل المراحل التي سبقت تلك المرحلة، حيث قالت: ” ما عدت أطيق المدرسة واستأت كثيراً، إذا لم يتكلم معي أيّ طالب طيلة العام الدراسي، حتى أنني عندما كنت أجلس بجوار أحدهم كان يغيّر مكانه على الفور.”



وبسبب ذلك فات كانزا عام دراسي، لكنها تحسنت كثيراً عندما غيّرت مدرستها التي وجدت فيها أصدقاءًولديها أساتذة متفهمين.
كما طلبت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Rädda Barnen) من الحكومة أن تطلق أوامر لمصلحة المدارس لإدخال مادة في المنهاج الدراسي مختصة في التوعية ضد العنصرية والتمييز، كما طلبت برفع قدرات الأساتذة وكل مَن يعمل في المدارس في موضوع العنصرية عموماً.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى