قصص المهاجرين واللاجئين

بعد 15 عام من التواجد في السويد بدون إقامة .. فتاة يمنعها القانون من إكمال دراستها أو العمل

قد يعيش المهاجر في السويد لــسنوات انتظاراً لجنسية أو الدراسة وتعلم اللغة والحصول على عمل ، ولكن أن ينتظر  15 عاماً للحصول على الإقامة ولا يحصل عليها فالأمر محزن وغير مفهوم ، وأن يكون هذا الشخص طفلاً فالوضع أكثر غرابة وربما غير مقبول إنسانياً .  ولكن هذا ما حدث مع الفتاة الصغيرة “دلال ” والتي تحمل الجنسية اللبنانية وتعيش مع عائلتها في السويد مُنذ  عام 2006 دون الحق في الحصول على الإقامة.





  نعيش دلال مع عائلتها وخمس أخوة في السويد مُنذ 2006  فقد رحلت دلال برفقة عائلتها إلى السويد في عام 2006 إثر الحرب بين لبنان وإسرائيل ، وتتكون الأسرة من والدها ووالدتها وخمسة من إخوتها. ومنذ مجيء العائلة إلى السويد تلقوا العديد من قرارات الرفض والترحيل ، حيث من الصعب على العائلات اللبنانية الحصول على إقامة في السويد !، 





 قرارات الترحيل الصادرة بحق العائلة لا يمكن تنفيذها ، السبب بذلك أن السفارة اللبنانية في السويد لا تصدر جوازات أو وثائق سفر حينما لا يرغب مواطنيها بالعودة إلى لبنان . وفي نفس الوقت لا تتمكن الأسرة من العيش حياة طبيعية في السويد رغم المدة الطويلة التي قضوها في السويد  .





 ذهبت “دلال” إلى المدرسة التمهيدية  مُنذ أن كانت طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات وعاشت حياة  طبيعية ولكن كان هناك شيء غير مكتمل أو غير صحيح  ، وعندما وصلت  لمرحلة التخرج من المدرسة الثانوية  ، أصبحت تواجه المشكلة وهي عدم وجود إقامة أو رقم شخصي لها أو ما يسمى البرشونمبر  لكي تستطيع إكمال دراستها الجامعية أو المهنية والتدريبية والحصول على عمل ، كما أنها وبعد بلوغ الــ18 عاماً لا يمكنها الدراسة أو العمل في السويد والحصول على حقوق الطفل .  

فيديو دلال تتحدث للتلفزيون السويدي

دلال تتحدث للتلفزيون السويدي





وتقول دلال  : – لطالما فكرت في الموت بدلاً من بلوغ الثامنة عشرة ، سوف أتخرج من الثانوية هذا العام، لكني لن أتمكن من مواصلة الدراسة لأنني لا أملك رقماً شخصياً اجتماعي (personnummer) ولا أستطيع دفع مصاريف الجامعة .




وبسؤالها  إذا كانت عائلتها هي التي تسببت بهذا الموقف أجابت: – لا بالطبع ، لقد فعلوا أكثر ما يمكن أن يفعلوه للحصول على حياة لائقة ومناسبة لنا ،  جميع الآباء يبذلون كل ما في وسعهم من أجل أطفالهم للحصول على الطعام والمأوى والحياة المناسبة”.




 وأضافت دلال : – اشعر بالحزن أحياناً عندما أجد لعديد من الأصدقاء في المدرسة يشتكون من كل شيء. يبدو أنهم لا يقدرون ما لديهم .. يمكنهم السفر  يمكنهم الحصول على رخصة القيادة ، يمكنهم اختيار الجامعة والعمل ، يمكنهم الشراء من على الإنترنيت ، لكن هناك كثيرين ممن لا يحصلون على هذه الأشياء  . 




وترغب الفتاة الصغيرة دلال بأن تصبح حياتها مستقرة في السويد ، وتريد أن تكون ممرضة في قسم أمراض السرطان . كما أنها تلقت عرض للعمل برعاية المسنين بعد تدريبها، لكنها فوجئت أنها لا يمكنها قبول هذا العرض لانه يحتاج برشونمبر  يسمح لها بالعمل.





من جانب أخر علقت مصلحة الهجرة السويدية على قضية دلال وعائلتها بالقول ” ليس لدى العائلة سبب للبقاء في السويد أن لم يكن لديهم سبباً للحماية واللجوء ”. وعلق  دانيال يوهانسون من مصلحة الهجرة إنه يتفهم قضية دلال وعائلتها وهي حالة إنسانية محزنة – لكنه أوضح أن هذه هي القوانين ..و سحب أن يتم تطبيقها في نهاية الأمر . كما أن المحاكم السويدية تقول أيضا رأيها الأخير وليس مصلحة الهجرة ,,, ودلال وعائلتها لا   يوجد سبب لبقائهم في السويد “.. وحتى لو تعذر ترحيلهم لبلدهم لسنوات طويلة ، فسوف تكون هذه مسئوليتهم !




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى