
بريطانيا: موظفي ماكدونالدز ومتاجر تسوق سابقين هم المسؤولين عن طلبات اللجوء ومنح الإقامات
في بريطانيا حاليا وكونك طالب لجوء ، فأنت ربما تقوم بمقابلة اللجوء مع محقق هجرة مؤهلاه عي العمل في ماكدونالدز أو متاجر غذائية سابقاً ، هذا ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن مدى عدم التنظيم الذي يشوب خدمات اللجوء في المملكة المتحدة. مع وجود أكثر من 110 آلاف ملف متراكم، تقوم هيئة الهجرة البريطانية بتعيين موظفين إضافيين لسد العجز، لكنها تأتي بهم من خلفيات عمل كبائعين وموظفي مبيعات وخدمات في متاجر ومطاعم بريطاني ، ما يؤدي إلى “كوارث” عندما يتخذ هؤلاء الأشخاص قرارات حاسمة متعلقة بمستقبل طالبي اللجوء.
جاء هذا في تقرير نُشر يوم السبت 5 تشرين الثاني/نوفمبر، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية اليومية، أنه تم تعيين موظفين عملوا في متاجر “ماكدونالدز” و”تيسكو” و”ألدي”، كضباط حماية لإجراء مقابلات اللجوء.
تم الكشف عن المعلومات بفضل شهادة شخص قام بالتبليغ عن الوضع، إذ قال إنه تم تدريب هؤلاء الموظفين الجدد، القادمين من عالم مبيعات المواد الغذائية، على يد موظف “لديه نحو 20 عاما من الخبرة في قانون اللجوء”.
وأضاف الشاهد “إنهم (المسؤولون عن طلبات اللجوء) يستقبلون عددا كبيرا جدا من الأشخاص عديمي الخبرة، الذين لا يفهمون أي شيء عن نظام اللجوء، وليس لديهم الدعم الذي يحتاجون إليه، لذلك يغادرون”. واصفا الموظفين الجدد بـ”الجهل بإدارة طلبات اللجوء”، لدرجة أنهم يلجؤون أحيانا إلى أدلة السياحة لمحاولة الحصول على معلومات عن بلدان طالبي اللجوء الأصلية.
الاستعجال في التدريب
عمل الموظفون المعنيون سابقا في وظائف مثل خدمة العملاء أو المبيعات، وتم توظيفهم من خلال إعلانات عبر الإنترنت ووكالات توظيف، ولم يتلقوا سوى تدريب قصير قبل بدء نشاطهم، خاصة أنهم لم يكن لديهم أي معرفة تقريبا بنظام اللجوء.
ووفق صحيفة الغارديان، يحصل الأشخاص عادة “على عقود مؤقتة، غالبا مدة ثلاثة أشهر، يتم تجديدها باستمرار”. وصف بعض ضباط الحماية الجدد للصحيفة أنهم تركوا العمل بمفردهم بعد يومين فقط، على الرغم من وعدهم بالحصول على تدريب معمق أكثر.
شرح أحدهم “يجلس المتدرب مع أحد الموظفين، ويشاهده وهو يقوم بعمله، ومن ثم يمنحونه الفرصة للعمل أمامهم كنوع من التطبيق العملي، ويقومون بمراقبته، وبمجرد الانتهاء من ذلك أمامهم، يبدأ بالعمل بمفرده”.
جودة مقابلات اللجوء آخذة في التدهور
وفقا للعديد من الأشخاص الذين قابلتهم الصحيفة، بدأت جودة مقابلات اللجوء في التدهور منذ عام 2012 عندما تم تخفيض رتبة ضباط الحماية “من كبار الضباط إلى ضباط تنفيذيين”، على الرغم من أنها خطوة أساسية في عملية تقديم طلب الحماية.
وأردف الشاهد “لا يمكنك فقط رفض طلب الحماية بدون دليل. إذا لم تكن قد طرحت الأسئلة، فليس لديك أي أساس للرفض. عدد القضايا التي ألغتها المحاكم يتحدث كثيرا عن جودة المقابلات”. ووفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، أكثر من نصف طلبات الحماية المرفوضة، تم قبولها عند الاستئناف.
المملكة المتحدة وعلى وجه الخصوص وزارة الداخلية، في حالة من عدم الاستقرار حاليا بسبب العديد من الملفات المتعلقة برعاية طالبي اللجوء في البلاد. من بين 28.526 شخصا وصلوا إلى المملكة المتحدة خلال العام الماضي على متن قوارب، 4٪ فقط تمت معالجة طلباتهم للحصول على الحماية.
مركز تسجيل اللجوء في مانستون في كينت يعاني من الاكتظاظ الشديد، إذ بلغت سعته القصوى 1600 شخص، بينما أقام فيه أكثر من 4000 مهاجر نهاية تشرين الأول/أكتوبر، في ظروف يرثى لها.
كما وجهت العديد من الانتقادات لوزارة الداخلية مؤخرا بسبب قضية اعتداء جنسي على طفل ومراهق، ووقعت الاعتداءات في فندق بلندن يستخدم كمركز إقامة للمهاجرين وفيه يحتك القاصرون بالبالغين.