
باستثناء العرب. عيد نيروز احتفال تاريخي وثقافي للأكراد في العراق وسوريا ودول أخرى
يحتفل العديد من الشعوب والثقافات الشرقية وفي مقدمتها الأكراد بعيد النيروز، وربما لهذا العيد حضور بعدد من الدول العربية ولكن لدى القوميات غير العربية، فهو عيدًا دينيًا أو ثقافيًا لدى بعض القوميات في منطقة الشرق الأوسط، ويرجع أصل عيد النوروز أو النيروز، إلى تقاليد ديانة الزرادشتية للإمبراطورية الفارسية، لكن الاحتفال بهذا العيد بقي حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس واستمر إلى يومنا هذا، وأكثر المحتفلين به هم الأكراد في سوريا والعراق ثم تركيا وإيران.
ويُعتبر النيروز أكبر الأعياد عند القومية الفارسية والكردية.. ويُحتفل به في إيران والعراق وشمال سوريا والدول المجاورة كأفغانستان وتركيا، ويحتفل به الأكراد خاصةً في شمال العراق وسوريا. وانتقل عيد النوروز بين الشعوب والثقافات التي كانت تحت الحكم الفارسي الإيراني، ويُعتبر عطلة رسمية في إيران وأذربيجان، والعراق وقرغيزستان.

يحتفل الأكراد بعيد النيروز ويعتبرونه عيدًا قوميًّا يرمز إلى انتفاضتهم التاريخية، حيث تروي الأسطورة الكردية أنه اليوم الذي ثار فيه الأكراد بقيادة “كاوه الحداد” ضد الملك الظالم “الضحّاك”. وبمرور الزمن، أضفى الأكراد طابعًا سياسيًا على الاحتفال بالنيروز، في محاولة لإبراز هويتهم القومية وتسليط الضوء على تاريخهم ونضالهم.
هذا الطابع القومي والسياسي للنيروز، إلى جانب أصوله الفارسية والزرادشتية القديمة، جعل العديد من القوميات العربية تبتعد عن الاحتفال به سواء رسميًا أو شعبيًا، وذهب بعضهم إلى وصفه بأنه عيد ذو جذور “وثنية” تعود إلى “الفرس المجوس” – حسب تعبيرهم – ويعتقدون أنه لا ينبغي الاحتفال به. ومع ذلك، بدأت بعض القوميات العربية مؤخرًا تشارك في احتفالات النيروز بشكل رمزي أو سياحي، خاصةً كرمز لدخول فصل الربيع
النيروز في سوريا كان ممنوع بتوجيهات حكومية
ومعظم المحتفلين بنوروز، يعدّونه عيدًا ثقافيًا منذ مئات السنين، لكنه أخذ طابعًا قوميًا عند الأكراد في العراق وإيران أولًا ثم أكراد سوريا وتركيا، وخاصة في العصر الحديث إذ بات حدثًا سنويًا يؤكد من خلاله الأكراد على هويتهم ومطالبهم وحقوقهم القومية والسياسية في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا. يُلاحظ أن المصريين لديهم أيضًا عيدًا مشابه هو عيد شم النسيم ويرتبط بدخول الربيع واحتفال ديني فرعوني واحتفالات قبطية مسيحية.
ولم يُسمح بإحياء احتفالات نوروز في تركيا وسوريا حتى وقت قريب، لكن أكراد إيران والعراق كانوا أوفر حظاً من أقرانهم، لأن الإيرانيين أنفسهم يحتفلون به ولو بطقوس مختلفة لان رأس العام للسنة الفارسية ، كما أن الأكراد في العراق عززوا الاحتفال به بعد حصولهم على الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق في سبعينيات القرن الماضي وإلى ما بعد السقوط ليكون رمز لثقافتهم الخاصة .. .
وتبدأ طقوس نيروز في يوم 20 آذار/مارس عند الغروب، بإيقاد نار نوروز – ويتم ارتداء ملابس تراثية، ويخرج المواطنون في يوم 21 مارس للاحتفال في رحلات إلى العديد من المناطق الطبيعية.. أو في تجمعات داخل المدن، حيث يتبادلون التهاني ويتناولون الأطعمة الشعبية الخاصة بهم ويحتفلون بالرقص والغناء التراثي بملابسهم التراثية.
هل تحتفل بعيد نيروز ؟