أخبار السويدمقالات رأي

النفوذ التركي الإسلامي في السويد بين القبول الديمقراطي والريبة السياسية ..تأسيس أول حزب للمهاجرين

هل الخوف والريبة الأوروبية من تركيا ، يعود لذاكرة الإرث العثماني في أوروبا  ، أو الخوف من تركيا ” أردوغان” ، ذات البعد الإسلامي والمطامع الاقتصادية والسياسية ،، أو كلاهما معا ؟ ، 




عندما ننظر للسويد ، سنجد أن هناك نفوذ هادئ للإسلام السياسي في السويد ومرحب به  ديمقراطيا  مع ، القلق من تصاعده سياسيا….  في ظل ريبة  أمنية من ظهور الخطاب المتطرف الذي قد يحدث من وقت لأخر في حالات منفصلة عن المجتمع المسلم في السويد ، الذي اغلبه لا علاقة له بالمنظمات والجمعيات الدينية الإسلامية . 




 وللربط بين النفوذ التركي ، والصعود الإسلامي في السويد ، يجب أن نعود قليلا للخلف ، في أغسطس 2019، أسس ميكاييل يوكسيل، وهو سياسي سويدي من أصول تركية، حزبا جديدا في السويد يدعى “نيانس” (Nyans).




وأنشأ يوكسيل، العضو السابق في حزب الوسط السويدي الليبرالي حزبه الجديد بعد إرغامه على الاستقالة  ، وهو على أعتاب الترشح لدخول البرلمان الأوروبي ممثل عن حزب الوسط السويدي ،  حيث كان يوكسيل مرشحا بارزا.




وقد أُقصي يوكسيل على خلفية روابطه المزعومة بتنظيم “الذئاب الرمادية” التركي، وهو ذراع الشباب المسلح في حزب الحركة القومية التركي  ،  الذي كان والده عضوا فيه وشريكا في ائتلاف حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان .

ميكاييل يوكسيل، وهو سياسي سويدي من أصول تركية،

وأسس يوكسيل حزب “نيانس” كحزب سويدي ليركز بشكل خاص على المسائل التي يعتبر مؤسسوه بأنها تؤثر في مسلمي السويد .

 



يرى إردوغان على الأرجح أن أحزابا مثل “نيانس” السويدي  ستكون بمثابة وسيلة فعالة للتأثير على الدول الأوروبية عبر المنظمات التي تعتبرها بوضوح من وكلائها السياسيين.




إلى جانب الروابط مع إسلاميين معروفين أصلا في السويد، على غرار وزير الإسكان محمد كابلان والناشط يسري خان (اللذين كانا سابقا في “حزب الخضر”)، ترتبط منصة “نيانس” أيضا بأحزاب إسلامية أوروبية أخرى يعتبر إردوغان أنها تخدم مصالحه.




ولكن قاعدة الناخبين المسلمين في السويد لا زلت ضعيفة ، ومسلمين السويدي هم مهاجرين لا ينخرطون في العمل السياسي ، ولا يهتمون بنشاطات الجمعيات والمراكز الإسلامية في السويد ، التي أصبحت جزء كبير منها يميل لفكر جماعة الأخوان المسلمين ، 




وهنا يظهر الارتباط الثاني بين تركيا والمجتمعات الإسلامية  في السويد ، حيث أصبحت جمعيات الأخوان المسلمين أو المتعاطفين معها في السويد ذات مرجعية تركيا في الوقت الحالي . وفي حقيقة الأمر فأن جذب تيار الأخوان المسلمين  – لمسلمين السويد سيكون اكثر قبولا ، والحكومة السويدية تعلم ذلك ، حيث لا يوجد بديل للنشاط الديني إلا التيار السلفي ،  الذي تدور حوله شكوك بالتطرف في السويد .




ولذلك تعمل منصة النفوذ التركي والجمعيات الإسلامية في السويد جاهدة  ، على جعل المسلمين السويديين أقلية متجانسة رسمية بناء على تعريف محدد للإسلام؛ ومنح المسلمين (وفقا لهذا التعريف المحدد) منزلة مميّزة ومحمية يتمتّع بها حاليا اليهود والسكان السويديون الأصليون، لا الأقليات الأخرى؛ واعتبار الانتقادات الموجهة ضد الإسلام جريمة كراهية؛ واعتبار رهاب الإسلام جريمة محددة.




ولا يُعدّ “نيانس” المثال الأول في السويد عن حزب يركز خصيصا على هذه المسائل، بما أن حزب “ياسين” (Jasin) سبقه في عام 2017، وقد أعلن بصراحة عن نيته اتباع الشريعة، إلا أن الأخير لم يحصد العدد اللازم من التواقيع للمشاركة في الانتخابات الوطنية  2018 في السويد. ولكن لا ينبغي الافتراض أن هذه الأحزاب تمثل بالضرورة المسلمين كهيئة موحدة متجانسة، إذ أن أغلبية واسعة من المسلمين في السويد لا تنتمي لأي منظمة مسلمة.






وشهدت السويد أيضا جهودا سياسية من قبل الإسلاميين في خلال اتفاق بين حركة “الإيمان والتضامن” (“Tro & Solidaritet”) الديمقراطية الاشتراكية و”المجلس الإسلامي السويدي” (“Sveriges Muslimska Råd”)، الذي اعتبر مراقبون أنه تابع لجماعة “الإخوان المسلمين” الإسلامية. وذات نشاط غير محدود ، حيث يسيطر على العديد من المدارس والشركات والأنشطة الرياضية والثقافية في السويد .






وبموجب هذا الاتفاق، حصل “المجلس الإسلامي السويدي” (“Sveriges Muslimska Råd”) على عدد من المراكز الآمنة  في السويد ، وصلاحيات عمل واسعة في المجتمع السويدي ، مقابل دعمه للديمقراطيين الاشتراكيين وحشد الناخبين السويديين المسلمين للتصويت لمرشحين حزب رئيس الوزراء السويدي ” ستيفان لوفين” .




اعتُبرت هذه التجربة ناجحة للغاية من منظور “الإخوان المسلمين”،  وصفقة رابحة ، تزايد من نفوذ  المجتمع الإسلامي في السياسة السويدية ، وتزيد من عدد الحركات والجماعات التابعة لـ “الإخوان المسلمين”، وحصلت على تمويل من الخزانة العامة، وفرضت نفسها على أنها أبرز هيئة ممثلة للمسلمين في السويد ، وقد يكون صحيح .




ولكن في البيئة السياسية الراهنة في السويد، يتمتع “نيانس” بحظوظ أكبر بكثير من حزب “ياسين” من ناحية تحقيق تمثيل سياسي، ونفوذ تركي مدعوم بحلفاء تركيا الجدد (الأخوان المسلمين ) ، الذين حققوا نجاح كبير في الانتشار داخل مجتمع السويديين المسلمين والمهاجرين و أروقة السياسة السويدية .




حزب “نيانس” ومؤسسة ، سيبدأ بالترشح إلى الانتخابات البرلمانية والانتخابات المحلية في ستوكهولم وغوتنبرغ ومالمو المزمع عقدها كلها في عام 2022. وترتكز ميزات “نيانس” على قوة المنظمات المحلية الإسلامية ، ودعم (الجماعية المحسوبة على جماعة الأخوان المسلمين ) ، ودعم حقوق المسلمين والمهاجرين ، في هذه المدن السويدية الرئيسية الثلاث، كما في مدن أصغر مثل أوربرو وفاكسيو، حيث يعتزم أيضا المشاركة.






 

المركز السويدي للمعلومات – مقال تحليلي  لا يعبر عن رأي المركز السويدي للمعلومات sci

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى