المهاجريين الجدد في ليدينغو يخلون مساكنهم بعد عامين من حصولهم علي سكن وانتهاء فترة الترسيخ
بعد انتهاء فترة الترسيخ ونفاد المهلة المحددة لهم من قبل البلدية بدأ القادمون الجدد في ليدينغو بإخلاء مساكنهم التي أقاموا فيها منذ أرسلتهم مصلحة الهجرة اليها قبل عامين.
في مجمع للشقق السكنية في منطقة كوتلا في ليدينغو التقى القسم العربي في الإذاعة السويدية، في أخر يوم من مايو أيار، عدداً من القادمين الجدد الذين انتهت عقود سكنهم وقد كانوا بالفعل يخلون شققهم. كانوا منهمكين في جمع حاجاتهم وحزم حقائبهم وتنظيف الشقق قبل مغادرتها.
وزعت عبدالرحمن العطيش مصلحة الهجرة الى بلدية ليدينغو قبل عامين بعدما كان يسكن في مسكن تابع للهجرة في سوندسفال، يقول بأنه مضطر الى اخلاء غرفته في المجمع والسكن لدى أصدقائهم وسيكون عليه السفر أكثر من ساعة ونص يومياً للوصول الى المدرسة التي يدرس فيها مساعدة تمريض في ليدينغو.
-سأذهب للسكن عند أصدقاء لي، ربما. ننسجم مع بعض وربما لا، وسنسكن ثلاثة أو أربعة في غرفة واحدة، يقول عبد الرحمن العطيش.
-بعد ما انطلقت وبدأت الاندماج في المجتمع أعادوني الى نقطة الصفر، يضيف عبد الرحمن العطيش.
مع صعوبة العثور على مساكن في ستوكهولم بسبب الطوابير الطويلة والإيجارات المرتفعة واشتراط الحصول على دخل ثابت، لم يتبقى للكثير من القادمين الجدد سوى اللجوء الى السكن لدى أقاربهم وأصدقائهم. أولئك الذين لم يستطيعوا العثور على مكان للإقامة فقد تم ارسالهم الى نزل للسكن الجماعي أما من لا يغادر المسكن فقد تم احالته الى مصلحة جباية الديون.
بعد فقدانهم لمساكنهم تخلى العديد من القادمين الجدد في ليدينغو عن الأثاث الذي كان لديهم، والبعض منهم لم يتمكنوا بعد من تسديد قرض الأثاث 15 ألف كرون الذي حصلوا عليه عند وصولهم الى المساكن قبل عامين. يقول عبد الرحمن العطيش بأنه تبرع بالأثاث الذي كان يمتلكه الى الصليب الأحمر لمن هم في مثل حالته.
-كان لدي أريكتان وسرير وخزانتان وطاولة أريكة وسجاد، أعطيتها جميعا للصليب الاحمر كي يساعدون من هم مثلي، يقول عبد الرحمن العطيش.
المصير ما يزال مجهولاً لمن لا يمتلك الكثير من المعارف أو الأصدقاء.
نكاسي أورده من ارتيريا كان يعيش في نورشوبنغ قبل أن تُرسله مصلحة الهجرة الى بلدية ليدينغو، عندما التقيناه في مجمع السكن في منطقة كوتلا كان قد أخلى غرفته تماماً وبدأ بتنظيفها لكن حقائبه وحاجاته لا تزال في الممر المحاذي للغرفة.
-انها مشكلة، لم يعد باستطاعتي التركيز في المدرسة، الان أنا متوتر للغاية فقد يكون مصيري النوم في الحديقة، نكاسي أورده.
أخبرنا نكاسي أورده أورده الذي يدرس مساعدة تمريض، ويعمل في مطعم في ستوكهولم بأن امرأة سويدية قررت مساعدته بتسجيل عنوانه لديها أما كيف سيسكن وأين فهو لا يعلم حتى الآن وهذا ما يؤرقه كثيراً لأنه لا يمتلك الكثير من المعارف أو الأصدقاء. كان يتمنى لو أن بلدية ليدينغو أمهلته عاماً أو عامين أخرين كي يتم دراسته التي بدأها ويحصل على عمل، بدلاً من اجباره على اخلاء المسكن.
ربما بعد عامين نكون جميعاً قد حصلنا على عمل، لكن الآن لم ننته بعد من الدراسة، يضيف نكاسي أورده.
أولئك الذين لم يخلوا مساكنهم في الوقت الذي حددته البلدية تم احالتهم الى مصلحة جباية الديون، أما أولئك الذين لم يتمكنوا من العثور على مسكن بأنفسهم فيتم نقلهم الى نزل، أو ما يُسمى بالسويدية فاندرارهيم، حيث يسكن في الغرفة ثلاثة الى أربعة أشخاص. محمد مطاوع يسكن في نزل منذ أكثر من شهر ونصف يقول بأنه لم يكن أمامه من خيار آخر سوى ذلك.
لم يكن لدي خيار آخر سوى النزل، عندما نبحث عن سكن بمجرد ان يعلم صاحب البيت بأننا لاجئين مباشرة يرد بالنفي، هذه المشكلة تواجهنا كثيراً، يقول محمد مطاوع.
وكانت بلدية ليدينغو قررت في أكتوبر تشرين الأول 2017 إنهاء عقود القادمين الجدد الذين خُصصوا للبلدية من قبل مصلحة الهجرة اتحاد مجالس المحافظات والبلديات السويدية بموجب قانون التوطين، بمجرد انتهاء فترة الترسيخ أي عامين. وكانت حصة البلدية من القادمين الجدد عدد 171 شخصًا عام 2016 وعدد 183 شخصاً العام الماضي.
يقول محمد مطاوع بأنه كان سعيدا للغاية عندما انتقل في البداية الى شقة ليدينغو وبدأ يخطط لتطوير حياته ولكن عندما جاء إخطار البلدية بأن عليه اخلاء السكن وتدبير سكن بنفسه أصابهم الاحباط.
-عندما بدأت تصلنا إنذارات اخلاء البيت تعقدنا كثيراً وانسدت الدنيا في وجوهنا لاسيما والبلدية ليس لديها سوى الرفض، يقول محمد مطاوع.