المسلمة المتمردة.. وفاة المغنية الأيرلندية الشهيرة شنيد أوكونور عن عمر ناهز 56 عاما
توفيت المغنية الشهيرة وكاتبة الأغاني الأيرلندية شنيد أوكونور عن عمر ناهز 56 عاما، ونقلت الإذاعة الوطنية الأيرلندية “آر تي إي” (RTE) نعي عائلة المغنية “ببالغ الحزن نعلن وفاة محبوبتنا شنيد” وطالبت أصدقاءها بـ”احترام خصوصيتها في هذا الوقت الصعب للغاية”.
وعلق رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاردكار عبر تويتر “أنا آسف جدا لسماع نبأ وفاة شنيد أوكونور”، مضيفا “كانت موسيقاها محبوبة في جميع أنحاء العالم وموهبتها لا مثيل لها ولا تضاهى”.
شنيد أوكونور “شُهداء صادقات”
عرفت بموقفها السياسي ضد الكنيسة الكاثوليكية، إذ دعت طوال سنوات لإجراء تحقيق موسع في دور الكنيسة في قضية التستر على إساءة معاملة الأطفال من قبل رجال الدين، واعتنقت الإسلام في عام 2018 وغيرت اسمها إلى “شُهداء دايفت”.
التحول للإسلام
وكتبت على تويتر في أكتوبر/تشرين الأول 2018: “أعلن أنني فخورة بكوني مسلمة”، واعتبرت الإسلام “النتيجة الطبيعية لكل رحلة دين ذكية”، وأضافت “كل دراسة للكتاب المقدس تؤدي إلى الإسلام”.
وفي تصريحاتها أثناء مقابلة إعلامية عام 2019، قالت: “تشير كلمة “التحوُّل” إلى فكرة أنه إذا كنت ستدرس القرآن، فستدرك أنك كنت مسلمًا طوال حياتك دون تدرك ذلك، وهذا ما حدث لي“.
وأضافت: “لقد بدأت في دراسة الكتب المقدسة من ديانات مختلفة، في محاولة للعثور على “الحقيقة “عن الله … لم أفكر مطلقًا في أنني سأعتنق أي ديانة، وتركت الإسلام حتى النهاية لأنني كنت متحاملةً عليه. ولكن لاحقًا عندما بدأت القراءة، وقرأت فقط الفصل الثاني وحده من القرآن، أدركت أنني وجدت ضالّتي. لقد كنت مسلمةً طوال حياتي ولم أدرك ذلك“.
وحينما سألها المقدّم عن الحجاب، قالت: “أرتديه لأنني أحبه. بالنسبة لي، ارتداء الحجاب يماثل ارتدائي للصليب سابقًا، إنه عبارة عن تعريف بنفسي بأنني مسلمة وجزء من عائلة وفرض “. كما توقفت عن وضع مساحيق التجميل ، وتوقفت عن الغناء إلا دعماً لقضيتها ثم توقفت نهائيا في أخر فترة.
ولم يَغِب عن بعض النشطاء الذين حزنوا لوفاتها التذكير بموقفها المشرّف تجاه الشعب الفلسطيني، حيث قررت عام 2014 مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من حفل موسيقي كان من المقرر أن يُقام في إسرائيل.
وكانت أوكونور أثارت الجدل بعد تعميدها كاهنة في إحدى الكنائس الأيرلندية عام 1999، ثم اعتناقها الإسلام عام 2018، ثم عودتها إلى المسرح الأميركي، وهي مفعمة بالحيوية والثقة في صوتها القوي عام 2020، ونشر مذكراتها التي أصبحت الأكثر مبيعا العام الماضي، وانتهاء بالانتحار الصادم لابنها شين (17 عاما) العام الماضي 2022.
امتلكت أوكونور كل شيء، وحققت نجاحا ساحقا “لكنها ألقت بكل ذلك بعيدا، وأصبحت منبوذة، لتحدثها علنا في أمور لم يجرؤ عليها أحد”، بحسب برادشو الذي لا يخفي إعجابه باستمرارها، رغم كل شيء، في صنع الموسيقى “كدليل على شجاعتها وصلابتها”.