القصة الكاملة .. مهاجرة مغربية توفيت بعد أن انْتزَع السوسيال حضانة طفلها منها في السويد
تتداول مجموعات وصفحات عديدة على تطبيقات التواصل الاجتماعي قصة المهاجرة المغربية سلوى لينا بتعاطف شديد، حيث عدّها الكثير من الأشخاص أنها رمز يشير إلى الظلم البيروقراطي في المسائل التي يتعامل بها السوسيال ” هيئة الرعاية الاجتماعية السويدية في السويد.
سلوى المعروفة باسم (لينا) أم مغربية تزوجت وسافرت إلى السويد من أجل حياة أفضل! طُلقت من زوجها وعاشت مع طفلها الوحيد وكانت تعمل في التمريض. بعد سنوات من الخدمة والعمل الشاق في مستشفيات السويد تعرضت لينا إلى مشكلات مالية وصحية ، تم سحب طفلها لاسباب عدم قدرتها على رعايته ..و عاشت في معاناة شديدة وكانت تموت كل يوم بالبطيء بسبب حزنها على سحب ابنها منها.. حتى وجدت ميتة في بيتها في منتصف شهر ديسمبر دون الكشف عن التفاصيل الحقيقية يقال ماتت من القهر والحزن ولم تتحمل قرار سحب طفلها
توفيت سلوى أو لينا .. مع وجود احتمالية أنّ موتها ما هو إلا بسبب الآلم الشديد الذي كانت تفصح عنه في فيديوهاتها عبر اليوتيوب بسبب انتزاع حضانة طفلها ووضع ابنها لدى عائلة سويدية أخرى ، وهذا السبب قد جعل النشطاء على صفحات اجتماعية يتعاطفوا معها … ليكملوا مسيرتها ويوصلوا معاناتها إلى الجهات المختصة التي لم تستطع إيصالها إليهم قبل وفاتها.
تم تداول فيديوهات عديدة تنقل قصة لينا والتي رثاها مجموعة من الشابات بتقديم مجلس لعزائها في ستوكهولم الموافق في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول. 2021
شاهد فيديو لينا نسخة خاصة بعد حذف قناتها على اليوتيوب
فيدو
وقد جربت لينا سرد قصة مأساتها عبر قناتها الخاصة على اليوتيوب من أجل إيصالها إلى الجهات المعنية، حيث عرضت فيديوهات تقص فيها عن حياتها وباللغة السويدية وأ أظهرت لقطات في بعض الفيديوهات وهي مع ابنها “لقطات قديمة ” ، كما عرضت فيديوهات تدور حول طفلها آدم ذو العشر سنوات؛ أما قبل تسعة أشهر، فقد عرضت لينا مجموعة من الفيديوهات باللغة العربية ويظهر على وجهها المتعب والإرهاق ويبدوا إنها تعاني من الحزن والآلم الشديد بسبب سحب ابنها من السوسيال السويدي ..وتناشد العرب المهاجرين مساعدتها لاسترجاع ابنها.
وناشدت لينا بوجهها المرهَق وعبر فيديوهاتها كل المتحدثين باللغة العربية (الجالية العربية) وطلبت منهم المعونة تحت عنوان “أُرهِقت كثيرًا من تجاهل حقوق المرأة في السويد الحقوق التي نريدها وليس الحقوق التي يتحدثوا عنها في السويد.. قدموا لي النصيحة.”
وقدّمت لينا نفسها بأنها تنحدر من أصول مغربية وقدِمَت إلى السويد وانفصلت عن زوجها في عام 2012، كما أنها التزمت برعاية طفلها لوحدها دوت مساعدة أحد، ثم ناضلت وتعلمت اللغة السويدية ودرست وعملت في مجال التمريض، وعبّرت لينا في تلك الفيديوهات عن تعرضها للعنصرية في السويد بسبب عدم معرفتها الجيدة في قوانين السويد، كما أنها ترى أنها لم تُصِب عندما طلبت المساعدة طواعية من السوسيال عند شعورها بالإرهاق.
وقالت لينا في أحد الفيديوهات أنه “لم يكن لدي متسع من الوقت من أجل أصدقائي أو راحتي، فكل حياتي كانت عبارة عن عمل والتزامات”، وقالت أيضًا عندما أحسست بالإرهاق وبدأت أشعر بثقل أدائي في العمل، كنت استشير الأطباء الذين كانوا يكتبون لي الاسبرين فقط، فيما أني فعليًا كنت بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة والرياضة والفيتامينات ويكون لدي وقت للاعتناء بابني..
ولذلك طرقت باب أحد الأطباء النفسيين شخصيًا وأعطاني بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، إلا أنّ هذا الطبيب لم يعطيني شرحًا عن التأثيرات الجانبية لمثل هذه الأدوية، حيث شعرت بعد فترة من تناول هذه الأدوية بصعوبة في التفكير وأني لم أعد أفكر بمستقبلي وإنما صرت أفكر بالموت ، وبعد ذلك قررت إيقاف تلك الأدوية لأنني أيقنت تمامًا أنها أدوية تقتلني بدلًا من تشفيني، ومع ذلك كله كنت في وظيفتي في الوقت نفسه وأحاول مواصلة عملي.
وقالت لينا أنّ الطبيب النفسي قد أوهمها بأنه صديق لها ولكنه كان لا يزال يعطيها العقار ويتواصل مع السوسيال في الوقت نفسه ليطلعهم على وضعها بالتفصيل، ومع مرور الأيام أصبحت السوسيال تطلب منها الالتقاء بها عدة مرات، الأمر الذي أدى إلى عدم الاستمرار في عملها.
وعادت لينا إلى التفكير في الانتحار من جديد، ولهذا فقد ذهبت إلى مشفى للأمراض النفسية لكي تحمي نفسها من أفكار الموت ا.
وقالت لينا: “ابتعد عني كل الناس والأصدقاء بعد تخريجي من مشفى الأمراض النفسية، كما أني خسرت عملي السابق ولم أتمكن من العثور على عمل جديد” وظلت مشكلة البحث عن طفلها مستمرة … أين طفلي كما تقول لينا
، ووفقًا للينا فإن المعونة التي وجدتها كانت تقتصر على تقديم النصح للذهاب إلى الأطباء النفسيين ومعونة مادية بسيطة لكنها طلبت رؤية أبنها فقط ومعرفة أين هو ، لكن دون أي إجابة أو مساعدة من الشئون الاجتماعية السويدية .. وهذا الذي زاد من حالة لينا بصورة أكبر هو ابتعادها عن طفلها آدم، لأن الموضوع حياتها تحطمت بعد أن ترك طفلها عند أسرة أخرى لتعتني به وهو الذي لم توافق عليه وأصرت على بقاءه معها وكافحت من أجل عودته دون جدوى .
تتابعت ضغوطات الشوؤن الاجتماعية على لينا والأمر الذي زاد الوضع تعقيدًا هو وقوعها في مشاكل مادية مما أدى إلى تأخرها في دفع الفواتير ووضع اسمها في اللائحة السوداء عند مصلحة تحصيل الديون.
وتتخبط الأقاويل والأحاديث حول سبب وفاة لينا وفقًا للناس، إلا أنّ غالبية المصادر تفيد بأنها كانت تعاني من اكتئاب حاد بسبب سحب ابنها وعدم روية ابنها لفترة طويلة وأن الصعوبات والمساكل قد زادت وخصوصًا أنّ الفيديو الأخير يبيّن معاناتها من الإرهاق ويسود الاستياء في حديثها.
السؤال المطروح هنا من هو المسؤول عن وفاة لينا؟ هذه المرأة التي بيّنت مأساتها وعبّرت عن معاناتها بصورة علنية، ولكن على ما يبدو لم يهتم بأمرها أحد وبما تعانيه من اكتئاب ومن ضغوطات سحب ابنها وما تعانيه من العزلة والوحدة إلى أن ماتت، والذي يبدو مثل موت قد أفصِح عنه مسبقًا من صاحبته . رحلت لينا وتركت ألم كبير في نفوس كل من تابع قصتها .. ليظل أبنها الوحيد الذي لا يدرك ماحدث لأمه ..وما يحدث له … !
فيديو دفن الأبن لأمه في السويد فبراير 2022