السويد والعالم يحتفلون بيوم الفلافل .. ولكن جدل مستمر حول أصلها ” من الشام أو مصر”
الفلافل تلك الوجية القادمة من الشرق فاخترقت الحدود حول العالم حتى وصلت لأوروبا والسويد وأمريكا ودول لاتينية وأخرى أسيوية ، فتم الاحتفال بها رسميا ، حيث احتفل العالم أمس باليوم العالمي للفلافل، وفي هذا اليوم ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم #اليوم_العالمي_للفلافل، وكما يحصل كل عام أُثير نقاش ساخنٌ بين المستخدمين حول أصل الأكلة وأول من ابتكرها.
وتعد الفلافل من أشهر الوجبات في العالم العربي، حيث تصنع في بلاد الشام من الحمص وتسمى فلافل بينما يتم صنعها في مصر من الفول وتسمى طعمية. وعندما نقول الشام فنقصد سوريا ولبنان وفلسطني وعندما نقول فلافل مصرية فنقصد مصر والسودان العربي ، في حين أن هناك خلافاً حول تاريخ هذه الأكلة وجذورها بين الكثير من الدول لاسيما مصر وبلاد الشام.
نظريات متعددة
ولكن تشير أغلب المصادر التاريخية الموثوقة أن المرجح أن الفلافل “الطعمية” بدأت بالفعل في مصر، كون إنها مصنوعة من الفول وهو المحصول الأساسي لمصر من زمن الفراعنة ، وإحدى النظريات تقول إن المسيحيين الأقباط ابتدعوها منذ حوالي 1000 عام، بينما تقول نظرية أخرى أنها تعود إلى زمن الفراعنة ومنها انتشرت إلى بلاد الشام، بحسب تقرير لصحيفة “غارديان”.
في المقابل، رجح البعض أن وجبة الفلافل ظهرت أولاً في بلاد الشام وأول من عرفها السوريون في القرون الوسطى بينما يؤكد آخرون أن الفلافل ظهرت لأول مرة في فلسطين وانتشر بعدها في البلاد العربية كافة.
ورغم ذلك لا توجد إشارات إلى ما يشبه الفلافل في النصوص الفرعونية، كما لا يبدو أن المسيحيين الأقباط قد اخترعوا الفلافل كطعام خالٍ من اللحوم في الصوم الكبير.
ولا يوجد دليل لدعم هذا إلى جانب ذلك، فإن كلمة “فلافل” هي بالتأكيد ليست كلمة قبطية.
وفي جميع الاحتمالات، يبدو أن الفلافل حديثة نسبياً ولا وجود لها في الثقافة المصرية إذ لا يظهر في الأدب المصري أي إشارة للفلافل ولا في كُـتب التاريخ والمرخين لم بذكروا الفلافل كوجبة لشعب مصر القديم ، وكل المصادر حول الطعمية المصرية ظهرت بعد الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، بحسب خبراء تحدثوا لموقع ” historytoday”.
دراسة حسمت الجدل!
لكن في عام 2018، أجريت دراسة حسمت هذا الجدال وأكدت أن أصل الفلافل مصرية وذلك خلال مهرجان الفلافل في لندن، ووفقاً لكاتب لتقرير الاتحاد ومتخصصيه فإن المصريين هم “ملوك الفلافل”، أو ما يسمونه الطعمية، حيث حلت الفلافل التي قدمها المصريون في المرتبة الأولى بعد مقارنتها مع عدة أنواع من الفلافل.
ولكن الفلافل السورية كان لها وزن أكبر من الفلافل المصرية ، حيث اشتهرت فلافل الشام التي يتم تجهيزها بالحمص بالمذاق والطعم الأكثر انتشار وقبولاً وهي التي انتشرت في العالم العربي فانتقلت فلافل الشام بالحمص للعراق والخليج واليمن ثم للمغرب العربي بينما ظلت الفلافل الطعمية المصرية التي يتم تجهيزها من الفول في مصر والسودان ، ولكون الشاميين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين انتشروا في هجرات استيطان في أوروبا وأمريكا أكثر من المصريين فتم توطين الفلافل الشامية بالحمص وأصبحت أكثر شهرة .
وعلى الرغم من أن الفلافل أكلة قادمة من الشرق الأوسط إلا أنها اليوم تحتل مكانة عالمية، ففي السويد وبريطانيا و اليونان، وأميركا، ومختلف دول العالم توجد مطاعم الفلافل.
كما أن النباتيين يفضلون الفلافل ويعتبرون أنها بديل صحي عن تناول اللحوم، خاصة أنها غنية بالحديد والبروتين ويتم تقديمها في عدد من المطاعم العالمية كبرغر نباتي.