مهاجر نيوز

السويد رفضت لجوئهم إليها.. لاجئون مطالبون بالمغادرة إلى أي مكان .. المهم مغادرة السويد!

أنت في السويد لاجئ تعيش عاماً إلى 10 سنوات وربما لا تحصل على الإقامة ويصدر قرار طرد وترحيل ضدك ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن ترحيلك لبلدك ، بسبب أنك لا بلد لك   ، أو أن بلدك بلداً ملئ بالصراعات أو نظام ديكتاتوري .. أو لأسباب أخرى .–  فيتم تعليقك في السويد لسنوات طويلة تنهى مستقبلك وعمرك .. 

 

 



القانون هو القانون .. فالإنسانية أمر آخر !

 عائلات فلسطينية عراقية سورية لبنانية وغيرهم  في السويد رفضت طلبات لجوئها وباتت عالقة في حالة من الضياع، فمن جهة لا يحق لهم البقاء في السويد ، ومن جهة أخرى ما من مكان في هذا العالم مستعد لاستقبالهم وهذا ينطبق خصوصاً على الفلسطينيين 



منتصر قطينة وعائلته، من فلسطين  كانت إحدى الحالات . هو لاجئ الفلسطيني آثر اللجوء إلى السويد قبل نحو سبع سنوات في 2015 ، رفض طلبه مرارا، فبات عالقا بين رفض السلطات من جهة واحتياجات عائلته وأولاده للأمان والاستقرار من جهة أخرى.




قبل التحدث عن مستجدات قضية منتصر، ينبغي الإضاءة على بعض التفاصيل الضرورية المتعلقة به. منتصر من القدس، وكان يحمل الهوية المقدسية والهوية الأردنية بالتوازي. في 1999، سحبت السلطات الإسرائيلية هوية القدس منه ، وبعدها بثمان سنوات سحبت السلطات الأردنية بدورها الجنسية منه، فبات رسميا بلا جنسية، يملك وثيقة تعريف من السلطات الأردنية دون رقم وطني.



حينها كان منتصر يعمل في السعودية. في 2015، ومع رفض السلطات تجديد إقامته، قرر اللجوء إلى السويد. قال حينها “رفضوا طلب اللجوء الخاص بنا، تقدمت لهم بكافة الوثائق التي تثبت عدم قدرتي على العودة لأي مكان، لا القدس ولا الأردن ولا السعودية. استحصلت على رسالتين رسميتين من السفارتين السعودية والأردنية لتأكيد روايتي، مع ذلك لم أنل اللجوء”.



اليوم ، مازال اللاجئ يحاول الوصول إلى حل لقضيته، مع بروز تطور من قبل السلطات السويدية قد يؤثر على مستقبل عائلته جذريا. “كما كنت قد أخبرتكم سابقا، أنا حرفيا بلا جنسية، فمنذ سحب هوية القدس مني، ولاحقا الجواز الأردني بت بلا أوراق، وهذا ما دفعني أساسا للهجرة”.



يقول منتصر   “الجديد في القصة أن سلطات الهجرة هنا في السويد، وبعد رفض طلب اللجوء الخاص بي وبعائلتي، طلبت منا مغادرة البلاد باتجاه الأردن. حتى أنهم طلبوا مني التواصل مع السفارة الأردنية لاستصدار جواز سفر مؤقت يخولني دخول البلاد.  




 

حالة   محمود وعائلته، الذين وصلوا السويد في 2014، ليغادروها في 2017 مرغمين عقب رفض طلب لجوئهم، ليعودوا إليها مرغمين أيضا مع انسداد الآفاق في وجوههم.

محمود من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كان مقيما لسنوات طويلة في السعودية قبل أن يختار طريق الهجرة.




خلال اتصال هاتفي، قال   “حصلت على رفض لطلب لجوئي ثلاث مرات متتالية بحجة أننا نأتي من بلد يصنف آمن وهي السعودية . في كل مرة كنت أستأنف على قرار الرفض كنت أوضح أنني لست سعوديا ولا أحمل الجواز السعودي، وأنني فلسطيني لاجئ من سوريا، وبالتالي لا يمكنني العودة إلى السعودية، كما بطبيعة الحال لا يمكنني العودة إلى سوريا… لم يتم الأخذ بمطالباتي، في كل مرة كان يقال لي أن طلبي مرفوض وعلي العودة لبلدي، أي السعودية”.



ويورد “في 2017 كنت قد بدأت بالاستسلام، تفقدت أوراقي السعودية واكتشفت أن إقامتي كانت ماتزال صالحة لأيام قليلة. اتصلت بالسفارة السعودية بالسويد وسألت عن إمكانية عودتي، اشترطوا موافقة الكفيل الذي صدرت بطاقة الإقامة على اسمه أول مرة   تواصلت معه وأبدى كل استعداد لمساعدتنا بالعودة”.



يضيف “أيام قليلة وعدنا للسعودية، لاني بالفعل اريد استقر في اي مكان في العالم لا يهمني السعودية او السويد ، لكن مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية إقامتي، رفض الكفيل تجديدها لنا قائلا لقد ساعدني مرة واحدة فقط . مرت علينا أيام سوداء هناك، تسعة أشهر خسرت كل ما تبقى لي وكنا على حافة التشرد. لم يكن أمامي من خيارات سوى أن ألجأ لمهربين تمكنوا من إصدار جوازات مزورة لنا جميعا وتأشيرات دخول إلى فرنسا. نهاية 2017 عدنا إلى أوروبا، إلى فرنسا ومنها إلى السويد”.



قرر محمود خوض التجربة من جديد، متأملا أن تغير السلطات من قرارها هذه المرة، “2021 تقدمت بطلب لجوء ثان في السويد، عادوا ورفضوه. مسؤول في مكتب الهجرة أوضح لي بما أنني تمكنت من السفر بسهولة للسعودية، فهذا يعني أنه لا مشكلة لدي بالعودة إلى هناك. أوضحت لهم موضوع الإقامة ونظام الكفالة، وإذا انتهت الإقامة ورفض الكفيل تجديدها لا يمكنك البقاء في السعودية.





شرحت لهم، كما من قبل، الوضعية الخاصة للاجئين الفلسطينيين في الدول العربية، وأنني بحكم القانون الدولي بلا وطن ولست سعوديا. كل ذلك لم ينفع واستمروا بروايتهم ومطالبتهم لي بالمغادرة. غضبت، وقلت لهم إن البلد الوحيد الذي يمكنني دخوله الآن هو سوريا، أعيدوني إلى هناك، فقام أحد الموظفين بالنظر إلي باستغراب، قال لا يمكننا إعادتك إلى بلد ليس بلدك الأصلي، هنا استشطت غضبا وقلت له كيف قررتم أنني سعودي، وكيف تريدون إعادتي إلى السعودية. طبعا لم ينفع ذلك بشيء”.



يعيش محمود كما منتصر كما العشرات من العائلات الفلسطينية وغيرها  في السويد حالة ضياع ولا استقرار. بالنسبة لمحمود، “من جهة لم أعد أريد البقاء في هنا ومحاولة الحصول على حياة طبيعية، فكل ذلك غير مجد في وجه نظام قائم على رفض روايتي بغض النظر عن تفاصيلها. ومن جهة أخرى أنظر لأولادي الذين كبروا ونشأوا هنا وباتوا نسبيا يعتبرون هذه البلاد موطنهم. كيف سأشرح لهم أنهم ليسوا كذلك وبالتالي أحرمهم من الشعور بالسلام والطمأنينة. إلى أين سآخذ عائلتي…”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى