دولية

السويد تستعد لسيناريو الغزو الروسي مع عودة أجواء الحرب الباردة

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن السلطات السويدية بدأت تجهز شعبها للتأهب والتصدي لأزمات محتملة قد تواجه ذلك البلد المسالم بما فيها غزو روسي محتمل.

فبعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في شرق أوكرانيا، قامت السويد بنفض الغبار عن خطط حقبة الحرب الباردة لتعيد تحديثها تحت مسمى “الدفاع الشامل” للمجتمع بأسره للاستعداد لمقاومة الغزاة.




وذكرت الصحيفة أن الهدف من خلال الحملات الإعلامية وسيناريوهات إعداد المواطنيين السويديين هو تجهيز الأفراد والشركات للتصدي بأنفسهم للأزمات المتوقعة سواء كانت ناجمة عن حرب شاملة أو انتشار أوبئة وليس انتهاء بهجمات إلكترونية ممنهجة.




وتشعر السويد، التي عززت علاقاتها الدفاعية والعسكرية مع حلف شمالي الأطلسي دون أن تكون عضوا فيها، بقلق من تعزيز روسيا لقواتها في شمال غربي البلاد.




وقال تقرير صدر عام 2017 عن المعهد السويدي للشؤون الدولية ، وهو مركز أبحاث في ستوكهولم ، إن روسيا تستخدم معلومات مضللة ووثائق مزورة للتأثير على السويد.




وبالتالي رد السويد هو إحياء “الدفاع الشامل” من خلال تكثيف تدريبات جيشها وإشراك سكانها المدنيين في جهد وطني بقيادة وكالة الطوارئ المدنية في البلاد.




وفي العام 2018، أرسلت الحكومة إلى جميع الأسر كتيبًا مؤلفًا من 20 صفحة بعنوان “إذا حدثت أزمة أو حرب” يحتوي على نصائح أساسية ، بدءًا من قائمة الإمدادات للتخزين إلى ما يعنيه التحذير بواسطة نظام الإنذار في الهواء الطلق في البلاد. كما يحتوي على نصائح بشأن اكتشاف المعلومات المضللة في وقت السلم أو زمن الحرب.




وجاء في الكتيب “إذا تعرضت السويد لهجوم من دولة أخرى ، فلن نستسلم أبدًا.. كل المعلومات التي تفيد بأن المقاومة ستتوقف خاطئة”.

وبمساعدة من وكالة الطوارئ المدنية، المعروفة باسم MSB ، جرى عقد جلسات نقاش وتدريب مع المراهقين لتعريفهم باحتياجات أسرهم في حالة الأزمات وما يجب القيام به عند انقطاع التيار الكهربائي أو انهيار الاتصالات وكيفية اكتشاف المعلومات المضللة وغير ذلك من الأمور.




وفي العام المنصرم، أنتجت وكالة الطوارئ سلسلة من مقاطع الفيديو بعنوان “هل أنت خائف أم مستعد؟” جرى خلالها تقديم نصائح مصورة عن كيفية مواجهة الأزمات المحتملة بما فيه غزو عسكري، وتضمن بعضها كيفية العثور على ملجأ مضاد للقنابل واختيار كلمة مرور أقوى للكمبيوتر والبقاء على قيد الحياة بدون هاتف باستخدام خرائط الطريق العادية.




تأتي مقاطع الفيديو مع مواد تدريبية وسيناريوهات وهمية للشركات والمؤسسات والمدارس، والتي يمكن استخدامها خلال “أسبوع الاستعداد للأزمات” الذي يقام كل خريف.




من جانبها قالت جيني كارلسون، وهي معلمة في مدرسة ثانوية بمدينة أوريبرو، “نحن معتادون على العيش في بلد غربي صغير لم يخض حروبًا أبدًا، ونشعر بأننا بأمان تام”.




وتابعت:”نحن البالغون اعتدنا أن نفكر في الحرب على أنها حرب تقليدية بالأسلحة العادية، دون أن نفكر ماذا سنفعل في حال انقطاع التيار الكهربائي أو عدم وجود إنترنت”.




من جانبها، قالت إليزابيث براو، الزميلة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “إذا كنت تريد أن يقوم المجتمع المدني والقطاع الخاص بدوره، فعليك أن تكون صادقًا معهم، وألا تتحدث بضبابية عن الأزمات”.

وأردفت”إذا فهم الناس طبيعة الأزمة المحتملة، فإن ذلك سيجعلهم على الأرجح يرغبون في منع الأزمات أو الحد من تأثيرها.”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى