السويدية مادلين لارسون: أصبحت مليونيرة قبل سن الثلاثين بدخل محدود وبدون استثمار؟
في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون في السويد من صعوبة المعيشة، وضعف الدخل، وارتفاع الديون، حيث يعاني أكثر من 437,000 شخص من الديون لدى مصلحة التحصيل Kronofogden، هناك قصص نجاح ملهمة للكثير من محدودي الدخل في السويد. من بين هؤلاء، الشابة السويدية مادلين لارسون التي تبلغ من العمر 27 عاماً وتعيش في مدينة ساندفيكن (Sandviken) الواقعة في الجزء الشرقي من السويد.
تمكنت مادلين من تحقيق حلمها بأن تصبح مليونيرة قبل بلوغها الثلاثين، وتحديداً عند سن 27 عاماً! وهذا لم يكن بسبب دخل مرتفع أو حظ خارق، فهي تعيش براتب متواضع، ولكن حققت ذلك نتيجة تخطيط مالي دقيق والتزام قوي بخطة المعيشة لسنوات! مادلين حاليا عمرها 33 عاماً وهي أم لطفلين ولكنها تنقل تجربتها حيث استطاعت لاحقاً من إدخار 2 مليون كرون أخرين وهي الآن في بداية عمر 34 عاماً واشترت منزلها الخاص .
من هي مادلين لارسون؟
مادلين هي شابة سويدية عادية، لكنها تميزت بالطموح، والإصرار، والصبر، وعدم الانجراف نحو فخ التسوق والمظاهر الاجتماعية. فهي لا تشتري هواتف غالية، ولا سيارة حديثة بالأقساط، ولا تندفع وراء الملابس والعطور والإكسسوارات مرتفعة السعر. كما أنها لا تأكل خارج المنزل ولا تنفق المال إلا على الضروريات. تستمتع بالحياة وسط الطبيعة والتنزه والرياضة، وتعرف أين تتسوق وكيف تستغل العروض الحقيقية الرخيصة. استطاعت إدارة أموالها بطريقة جعلتها مليونيرة في وقت قياسي. تعيش مع زوجها في مدينة ساندفيكن، وتعمل الآن كـ خبيرة ادخار بعد أن أثبتت نجاح استراتيجياتها المالية.
مادلين لا تؤمن بالاستهلاك المفرط أو بإنفاق المال لمجرد التباهي، بل تعتمد على البساطة والذكاء في اتخاذ قراراتها المالية.
كيف بدأت قصة نجاحها؟
كان حلم مادلين الكبير هو بناء منزل جديد تعيش فيه مع زوجها وتستمتع بحياتها. هذا الحلم كان الدافع الأساسي لها لبدء الادخار بشكل جدي. كما تقول مادلين:
“الكثير لديه هدف ولديه طموح… ولكن يجب أن يكون هدفك واضحاً. قد تشعر أن الادخار لمبلغ زهيد لن يحقق لك شيئاً، لكن بالنسبة لي، كان يحقق لي أشياء كثيرة حتى أصبح أسلوب حياة وبدأت المدخرات تتعاظم. الادخار لمحدودي الدخل يعني الصبر لسنوات، وليس أياماً أو شهوراً.”
مادلين لا تهتم كثيراً بالأشياء المادية، بل تركز على الأشياء الضرورية التي تضيف قيمة حقيقية لحياتها. وتضيف:
“كل ما أملكه أستخدمه حتى يتلف، وبعدها فقط أشتري الجديد، ليس لأني أرغب بالمزيد، بل لأني أحتاجه فعلاً.”
طريقتها للادخار
مادلين وزوجها يتبعون خطة ذكية للادخار تتضمن خطوات بسيطة لكنها فعالة:
التخطيط للأسبوع: عند شراء الطعام، يبدأون أولاً بما لديهم في المنزل، ثم يبحثون عن العروض والتخفيضات لتخطيط وجبات الأسبوع. وأخيراً، يشترون فقط ما هو ضروري بسعر العروض أولاً. فهم يخططون وجبات الأسبوع وفقاً لعروض المتاجر الأسبوعية.
التسوق الذكي: حتى في ملابسها، تفضل مادلين التسوق من متاجر البيع المستعمل (Second Hand)، أو تشتري الملابس الصيفية قبل بداية موسم الشتاء، وتشتري الملابس الشتوية قبل موسم الصيف. في مقابلتها الأخيرة، كما ترى من الصور، كانت ترتدي ملابس كلفتها فقط 119 كروناً! 👗
الاستهلاك الواعي: تؤمن مادلين بأن الاستهلاك الزائد غالباً ما يكون نتيجة لضغوط نفسية أو اجتماعية، وتقول:
“الكثير من الناس يستهلكون بكثرة لأنهم يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم. الإعلانات فخ، والمظاهر بين الأقارب والأصدقاء مدمرة للدخل، تجعلنا نعتقد أننا بحاجة للمزيد للظهور بمظهر أعلى لنكون سعداء، وهذا غير صحيح.”
كم ادخرت مادلين؟
ارتبطت مادلين بزوجها بعد توظيفها بعامين، وكانت بعمر 23 عاماً. بحلول سن 27 عاماً، كانت مادلين وزوجها قد ادخرا مليون كرون سويدي! وهذا لم يكن بسبب دخل مرتفع أو حظ خارق، بل نتيجة تخطيط مالي دقيق والتزام قوي بتحقيق الأهداف.
مادلين راتبها بعد الضرائب 20 ألف كرون سويدي، وزوجها لديه راتب مشابه تقريباً، ليكون لديهم دخل جماعي قدره 40 ألف كرون سويدي. ينفقون منه ما يقارب 22 ألف كرون على الإيجار والفواتير والمعيشة، ويدخرون شهرياً 18 ألف كرون. خلال 4 سنوات، استطاعوا ادخار مليون كرون سويدي!
نصائح مادلين للجميع:
- حدد هدفاً واضحاً: وجود هدف مالي محدد يجعل الادخار أسهل وأكثر تحفيزاً.
- التفكير قبل الشراء: اسأل نفسك إذا كنت تحتاج الشيء فعلاً أم لا.
- التخطيط المسبق: خطط لمشترياتك، سواء كانت للغذاء أو الملابس، واستفد من العروض.
- البساطة هي المفتاح: العيش بأسلوب بسيط يمكن أن يفتح لك أبواب الثراء.
قصة مادلين لارسون تثبت أن النجاح المالي ليس حكراً على أصحاب الدخل المرتفع، بل يمكن لأي شخص أن يصل إليه من خلال التخطيط والالتزام والتفكير الذكي. فهل أنت مستعد لبدء رحلتك نحو الادخار وتحقيق أحلامك؟