
السويدية “آنا” ولدت من متبرع مجهول وعند البحث عن والدها لم تجد بيانات له ووجدت عشرات الأخوة!
“في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، انتشرت فكرة التبرع بالحيوانات المنوية في السويد للراغبين في الإنجاب. وبالفعل، لجأ الكثيرون من السويديات إلى التلقيح بهذه الطريقة للحصول على طفل دون الارتباط برجل.
كانت النساء يحصلن على الحيوانات المنوية من مراكز التبرع الرسمية في السويد والتي كانت في المستشفيات الكبرى .
ولكن بعد مرور أكثر من عشرين عامًا، ظهرت عدة مشكلات. أولاً، كانت الحيوانات المنوية تُسرق وليست متبرع بها. والمشكلة الثانية هي أن الأطفال الذين وُلدوا بهذه الطريقة أصبحوا شبانًا الآن ويبحثون عن هوية المتبرع “أباءهم”.
تابع التلفزيون السويدي العديد من الحالات، وتم اكتشاف أن السجلات لا تحتوي على بيانات حول الأب المتبرع بالحيوانات المنوية. ربما السبب يعود إلى أن هذه الحيوانات المنوية كانت مسروقة من أصحابها بدون علمهم بأنها منحت للنساء .
ونتيجة لذلك، فشل الأبناء الباحثون عن آبائهم البيولوجيين في الوصول إليهم بسبب عدم توافر بيانات في سجلات التبرع. وفي المقابل، اكتشف عدد من الرجال المسنين في السويد أنهم أصبحوا آباء بالتبرع بالحيوانات المنوية لشبان دون علمهم ودون موافقتهم حيث استخدمت عينات من حيواناتهم المنوية التي قدموها لفحوصات طبية لتلقيح نساء يبحثون عن متبرع.
إحدى هذه القصص الدرامية تعود لامرأة سويدية تُدعى آنا، عمرها 30 عامًا، وُلدت بالتبرع. وعندما أصبحت شابة في منتصف العشرينات، ذهبت إلى الخدمة الصحية للحصول على المعلومات التي يحق لها الحصول عليها قانونًا، وطلبت اسم المتبرع بالحيوانات المنوية لمعرفة من هو والدها. ولكن المستشفى في مدينة أوميو شمال السويد لم يكن لديه إجابات – وكان السجل الطبي فارغًا. وتبين أن هناك ما يقدر بنحو 900 شاب وفتاة آخرين يبحثون عن والدهم البيولوجي مع “آنا” في نفس البيانات. واتضح أن الكثيرون منهم أخوة من نفس المتبرع الأب!؟ وهو ماجعل آنا تصاب بالصدمة هي والأخوة البيولوجيين، ولكن من هو الأب المتبرع؟ لا إجابة، فالبيانات مفقودة.
وفقًا لدراسة سويدية استقصائية ، هناك تحديات تواجه هؤلاء الأطفال الشباب البالغين الأن في العثور على هذه المعلومات. أحد التفسيرات المحتملة هو أن الكثيرون لا يعرفون أنهم وُلدوا بمساعدة التبرع بالحيوانات المنوية، وإنها ربما مسروقة ، مما يثير أسئلة حول التوعية بهذا الأمر منذ الصغر وحول سلامة سجلات التبرع .

على الرغم من أن الأمور تبدو معقدة، إلا أن الضغط يزيد لفحص هذه الحالات والتحقق من توافر المعلومات الضرورية للأشخاص الذين يبحثون عنها. الحقوق الشخصية والتحقق من الأصول من حقوق كل إنسان، خاصة فيما يتعلق بمتبرعي الحيوانات المنوية في السويد.”