
السجن لمسنة سويدية بسبب خبز المعجنات في منزلها وبيعها عبر الإنترنت دون دفع الضرائب!
28/4/2025
في قصة تجمع بين الشغف بالقانون والإنسانية، أصدرت محكمة الاستئناف لمنطقة نورلاند العليا في السويد حكماً بالسجن لمدة ستة أسابيع بحق امرأة سويدية مسنة في السبعينيات من عمرها، بعد ممارستها بيع الخبز والمعجنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون الحصول على التصاريح المطلوبة ودون دفع ضرائب وكنا قد نشرنا سابقا قصدة المسنة السويدية ..تابع من هنا.
المرأة، وهي أم وجدة من منطقة نوربوتن شمال السويد، بدأت في عام 2020 أثناء جائجة كورونا الخبز في منزلها ، ثم مشاركة ما تخبزه للبيع مقابل أسعار زهيدة جداً مع جيرانها وأصدقائها عبر مجموعات فيسبوك. كانت تبيع الكعك، الخبز، و”تورتات السندويشات” بسعر التكلفة أو بهوامش ربح رمزية لا تكاد تذكر. ومع ذلك، لم تقم بتسجيل نشاطها التجاري رسميًا، كما أن المطبخ الذي كانت تستخدمه هو في منزلها وبالتالي لم يكن مصادقًا عليه من الجهات الصحية، وهو ما دفع السلطات إلى التدخل وتم تحذير المرأة أكثر من مرة بالتوقف وبدء عمل تجاري بتصاريح ودفع الضرائب ولكنها رفضت واعتبرت أنها لا تقوم بشئ خاطئ. وقالت هل سوف تسجنوني ؟
ورغم إصدار البلدية غرامات مالية متكررة بحقها بلغت قيمتها 130,000 كرونة سويدية، وإصدار تحذيرات رسمية تطالبها بالتوقف، إلا أن الجدة أصرّت على الاستمرار معتبرةً أن بيع الخبز بكميات محدودة أفضل من رميه أو تركه يفسد. لكنها في النهاية وجدت نفسها أمام حكم بالسجن بدلاً من الغرامة، بعدما تجاهلت أوامر البلدية مرارًا.
ولكن بالفعل صدر الحكم بسجن المسنة السويدية وتم رفض استئانفها ، وأصبح سجنها لمدة 6 أسابيع قابل للتنفيذ ، محاميتها، فريدا لارسون، انتقدت الحكم بشدة، معتبرةً إياه قاسيًا وغير مبرر بحق امرأة مسنة لم تسعَ لتحقيق مكاسب تجارية حقيقية. وأكدت أن موكلتها تعاني من مشاكل صحية قد تجعل قضاء فترة السجن مرهقًا لها نفسيًا وجسديًا، مشيرة إلى أنها ستستأنف الحكم أملاً بتخفيف العقوبة.
القصة أثارت نقاشًا واسعًا في السويد حول مدى ملاءمة تطبيق القوانين التجارية الصارمة على الأفراد، خاصة كبار السن الذين يمارسون أنشطة بسيطة بدافع الشغف وليس الربح، وسط مطالبات بمراعاة البعد الإنساني عند فرض العقوبات.