الحشرات في قائمة الطعام السويدي.. لقد أصبح الأمر واقعاً؟
قد تجد نفسك قريباً أمام “قائمة طعام” داخل مطعم تحتوي على أنواع من الحشرات المختلفة التي تم اعدادها بطرق طهي مميزة ، حيث جاء 2023 ليحمل جدلا يتعلق بالحشرات وإمكانية استخدامها في وجبات الغذاء وإعداد وتجهيز الأطعمة في السويد .
وهذا أمر لم يكن جديدا لكن الاتحاد الأوروبي قرر في نهاية شهر يناير/كانون الثاني إدخال قوانين جديدة حيز التنفيذ في دول الاتحاد الأوروبي، تسمح بتناول وإدخال أنواع للحشرات إلى الأطعمة المصنعة وهذه الحشرات التي وافق على تناوله للمواطنين الأوروبيين، تضم الصراصير المنزلية واليرقات وديدان القمح فضلا عن الجراد المهاجر .
والقوانين الأوروبية الجديدة تسمح مثلا بتجميد الصراصير وتجفيفها واستخدامها كمسحوق في الطعام، بحيث يمكن أن تضاف إلى الخبز والبسكويت والمقرمشات والمعكرونة والصلصات، وغيرها.
وبالفعل تستعد السويد لتطبيق لوائح الاتحاد الأوروبي وسوف تسمح بنسبة تواجد للحشرات داخل الأطعمة وبل يمكن استخدام الحشرات في وجبات طعام كاملة .
لكن من المهم الإشارة إلى أن الأمر حتى الآن يدخل في نطاق الممكن والمسموح به، وليس الموجود بالضرورة. والمفوضية الأوروبية تؤكد بوضوح أن “المستهلك هو من سوف يقرر ما إذا كان يريد تناول الحشرات أم لا” ويجب على أي شركة تصنيع طعام أن تذكر بوضوح هل منتجاتها الغذائية تضم حشرات ؟ وماهي هذه الحشرات ونسبته ؟.
وتشير وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إلى أن هذا يختلف من دولة لأخرى، ففي ألمانيا مثلا يمكن أن تحصل فقط على بضعة منتجات تحتوى على كميات صغيرة من الحشرات، مثل النودلز، في حين أن “مزج بودرة الحشرات بالبسكويت أو الدقيق مايزال غير متوفر ” كما أن الأغذية التي تضم حشرات ما زالت تمثل “سوقا ” حسب ما تنقل “د ب أ” عن أرمين فاليت وهو كيميائي يعمل بمجال الأغذية.
ووفقاً للاتحاد الأوروبي يعد تناول الحشرات أكثر استدامة من اللحوم والدجاج، ووفقا للصندوق العالمي للحياة البرية. وبالمقارنة باللحم، فإن إنتاج الحشرات يتطلب أرضا زراعية أقل، أو نحو النصف، مقارنة بالدجاج. وتحتاج الصراصير نحو واحد على 12 من حجم الغذاء الذي تحتاجه الماشية لإنتاج نفس كمية البروتين، وفقا للفاو.
وتوجد 4 أسباب تعتبر أنها تبرر تناول الحشرات الصالحة للأكل وتفتح آفاقا جيدة للأمن الغذائي وسبل العيش:
-
- أنها مغذية
- تتسم بالاستدامة من الناحية البيئية
- تتيح فرصا اقتصادية
- تشكل موردا غير مستغل بما فيه الكفاية.
وقدمت المنظمة لموضوعها بالإشارة إلى وجود مئات الحشرات الصالحة للأكل في جميع أنحاء العالم، وضربت مثلا بتايلند والصين حيث ينتشر تناول بعض الحشرات مثل الديدان والصراصير، مضيفة أن الأمر يتكرر في قارات مختلفة فهذه أطعمة عالية البروتين ولا ضرر منها على الإنسان .
ففي آسيا، تُعدّ سوسة النخيل الحمراء إحدى الحشرات الصالحة للأكل الأكثر شعبية وتعتبر طعامًا شهيًا غالي الثمن، وفي أفريقيا يتغذى بعض مواطني الكونغو مثلا على اليرقات خلال الأشهر المطيرة.