آراء المهاجريين الجدد… بعد اخراجهم من سكنهم بالمدن الكبري الي سكن بالريف والضواحي السويدية
بعد انتهاء فترة الترسيخ وفقدانهم لمساكنهم في ستوكهولم اضطر عدد من القادمين الجدد الى الانتقال الى مناطق أخرى خارج العاصمة بحثاً عن الاستقرار الذي ما فتئوا ينشدونه منذ وطأت أقدامهم التراب السويدي.
التقى القسم العربي في الاذاعة السويدية علي المصطفى الذي انتقل قبل أسبوعين هو وعائلته من ليدينغو في ستوكهولم الى فيليبستاد في فارملاند، دعانا “علي مصطفي ” للتعرف على مسكنه الجديد في منطقة نيكروبا الريفية، والذي عثر عليه بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي. تحدث بأنه أراد العثور على مسكن أخر خارج ستوكهولم يؤويه وعائلته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلهما ويمنحهم الاستقرار اللازم للتمكن من مواصلة الدراسة ودخول سوق العمل، لم يعد من المهم السكن في مدينة كبيرة بل المهم هو الاستقرار كما يقول:
في المنطقة التي نكون فيها يهمنا أمرين أساسيين وهما الدراسة والعمل، بعد ذلك لا يهم أي المنطقة التي نسكن فيها يقول علي المصطفى.
انتقل الزوجان من أجواء المدينة الصاخبة بحركة القطارات والمراكب في ليدينغو الى أحضان الطبيعة الخلابة في محافظة فارملاند بجبالها المكسوة بالغابات وبحيراتها وجداولها النقية.
وكان علي المصطفى قد قام بزيارة استطلاعية لضاحية نيكروبا ووقع عقد السكن، أما زوجته ألاء عسكر فقد انتقلت وفقاً لوصفه، وهي تقول بأن الشخص بحاجة الى وقت لتأقلم مع الوضع الجديد لكن في النهاية يقتنع به.
تقول ألاء عسكر -عندما جئت الى هنا لم أكن أعلم كيف تبدو المنطقة وفي البداية أصيبت بصدمة كوني انتقلت من العاصمة وبعدها ألفت المكان،
كانت بعض البلديات السويدية قد فسرت قانون توطين القادمين الجدد على أنه منح مساكن دائمة لهم. لكن في المقابل فسرت بلديات أخرى القانون على أنه يسرى فقط أثناء فترة الترسيخ التي مدتها سنتان وأجبرت أولئك الذين وُزعوا اليها ابتداء من مارس آذار 2016 على مغادرة مساكنهم والعثور على مساكن أخرى لأن البلديات بحاجة لاستقبال دفعات أخرى.
ويُعد العثور على مسكن للإيجار في السويد من الصعوبات الكبيرة التي تواجه القادمين الجدد وذلك بسبب الطوابير الطويلة لدى شركات الإسكان واشتراط الحصول على وظيفة ثابت لتوقيع عقد السكن.
ويضطر عدد من القادمين الجدد بعد عامين الى مغادرة مساكنهم والانتقال الى العيش مع أقاربهم وأصدقائهم، أو تتم إحالتهم الى مصلحة جباية الديون. كما ينتهي المطاف بالبعض الى السكن في نزل جماعي مؤقت، يقول على المصطفى بأنه سعى للاستقلال في السكن وحالفه الحظ بالعثور على مسكن قبل أن ترسله البلدية للإقامة مع زوجته وطفلهما في نزل مشترك.
يستقل الشخص في بيته مع اسرته هنا أفضل من العيش المشترك مع الآخرين في المدينة، فماذا يفيد لو كانت متاجر الكوب والايكا بالقرب مني وأنا ضمن بيتي لست مستقراً، يقول علي المصطفى.
ثمة نقطة إيجابية، صحيح أننا نعيش في الريف ولكن إذا أراد الواحد منا العمل فيمكنه الذهاب الى المدينة، تقول ألاء عسكر.
وكانت مصلحة الهجرة وزعت علي وزوجته ألاء الى بلدية ليدينجو قبل نحو عامين بعدما قضوا فترة انتظار الإقامة في مركز لاستقبال طالبي اللجوء في بلدية غنيستا، لم يعلموا بأن سكنهم في ليدينغو سيكون مؤقتاً حتى أبلغتهم البلدية بضرورة مغادرته بعد انتهاء فترة الترسيخ.
لم يفكروا بأن لدينا أطفال ولسنا من القدامى في السويد بحيث نستطيع تأمين عمل أو لدينا نقاط في شركات السكن وهو ما يتطلب وقتاً، بل أخبرونا بأن عليكم الخروج فقط ودبروا أنفسكم، تقول ألاء عسكر.
وكانت رئيسة مجلس بلدية ليدينغو آنا رينكلود (حزب المحافظين) قالت في لقاء حوار سابق للقسم العربي في الإذاعة بأن ليدينجو كغيرها من البلديات بذلت ما بوسعها ليحصل القادمون الجدد ممن وُزعوا اليها على السكن والتعليم اللازم أثناء فترة الترسيخ حسب ما أقرته الحكومة والبرلمان، أما بعد ذلك فينبغي التعامل معهم كباقي الناس في المجتمع ممن يعيشون في السويد.